يعد النهام العصبي المعروف أيضًا بالبوليميا، أو الشره العصبي، أحد أشكال اضطرابات الأكل، حيث يقوم المصابون بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترات زمنية قصيرة، وهو ما يُعرف بنوبة النهم (Binge attack).
بعد ذلك يلجأون إلى جميع الوسائل الممكنة للتخلص من هذا الطعام فقد يقومون بالتقيؤ، أو ممارسة نشاط رياضي مكثف، ويستخدمون أيضًا الأدوية مثل المسهلات ومدرات البول.
يعاني الأشخاص الذين يُصابون بالنهام العصبي من نوبات النهم حيث يجدون في الأكل شعورًا بالرضا، لكن الأكل الزائد يخلق لديهم شعورًا بفقدان السيطرة، مما يدفعهم إلى التخلص من الطعام بأي وسيلة ممكنة.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
يتميز مرض النهام العصبي بوجود نوعين ثانويين: التفريغي (المطهر) وغير التفريغي (غير المطهر).
النوع التفريغي هو الأكثر شيوعًا بين النوعين ويتضمن سلوكيات معدلة مثل التقيؤ الذاتي.
الذي يشمل أحيانًا استخدام مقيئات مثل شراب عرق الذهب وتسهيل البطن الذاتي والذي يشمل استخدام المسهلات والملينات والأدوية المدرة للبول والحقن الشرجية بهدف إزالة الطعام من الجسم قبل هضمه.
أما النوع غير التفريغي، فهو نادر الحدوث ويشمل حوالي 6% - 8% من الحالات، ويتضمن سلوكيات تعويضية غير تفريغية مثل ممارسة الرياضة المفرطة أو الصوم بعد نوبة النهم بهدف تعويض مقدار السعرات الحرارية بعد الأكل.
مرضى الشره العصبي المطهر قد يلجؤون أيضًا لممارسة الرياضة والصوم، ولكن يعتبر ذلك اختيارًا ثانويًا للتحكم بالوزن.
يمكن أن تظهر علامات وأعراض الشره المرضي على النحو التالي:
1. الانشغال المفرط بوزن الجسم وشكله.
2. القلق المستمر من زيادة الوزن.
3. تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة وجيزة وبشكل متكرر وغير مألوف.
4. الشعور بفقدان السيطرة أثناء نوبات الشره مثل عدم القدرة على التوقف عن تناول الطعام.
5. الإجبار على القيء أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة لمنع زيادة الوزن بعد نوبة الشره.
6. استخدام الملينات أو مدرات البول أو الحقن الشرجية دون الحاجة لها بعد تناول الطعام.
7. الصيام أو تقليل السعرات الحرارية أو امتناع عن أنواع معينة من الطعام بين نوبات الشره.
8. الاعتماد المفرط على المكملات الغذائية أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن.
درجة شدة الشره المرضي يتم تحديدها بناءً على عدد مرات إفراغ الأمعاء في الأسبوع، حيث يكون ذلك عادةً مرة واحدة على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
غالبًا ما يظهر مرض النهام العصبي لأول مرة خلال فترة المراهقة، بين سن 13 إلى 20 عامًا وفي كثير من الحالات يكون المرضى قد كانوا مصابين بالسمنة سابقًا. يحدث تدهور لدى الكثير من الذين كانوا يعانون من النهم في مرحلة البلوغ حيث يعانون من نوبات الشره والتطهير حتى بعد العلاج الناجح والشامل للمرض.
وفقًا لعينة من سكان الولايات المتحدة يمثل المرضى البالغون نسبة 0.5% مقارنة بنسبة 0.9% للمراهقين. يتأثر 1% من الفتيات بهذا المرض حيث يتعافى نصفهم تمامًا بعد 10 سنوات ويعاني ثلثهم بشكل جزئي بينما يستمر 10%- 20% منهم في تجربة الأعراض.
المراهقون المصابون بالنهام العصبي عرضة أكثر لحالة الكمالية حيث يفرضون على أنفسهم توقعات غير واقعية وأهدافًا صعبة مما يدفعهم داخليًا أكثر من التوقعات والضغوط الاجتماعية.
اقرأ ايضا: برنامج الرهاب الاجتماعي
هناك نوعان رئيسيان لعلاج مرضى النهم العصبي: العلاج النفسي الدوائي والعلاج النفسي الاجتماعي.
هناك العديد من العلاجات النفسية الاجتماعية المثبته لعلاج النهام العصبي مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT). يتمحور هذا العلاج حول تعليم المريض كيفية تحدي أفكاره التلقائية والمشاركة في تجارب سلوكية مثل جلسات "الأطعمة المحظورة".
يساعد تسجيل كميات الطعام ونوبات التقيؤ الذاتي في تحديد وتجنب التقلبات العاطفية التي تؤدي إلى حدوث النوبات بشكل منتظم. يشير الباحثون إلى أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يتلقون هذا العلاج يصبحون خاليين من الأعراض بعد فترة من الزمن.
ويمكن أن يكون العلاج الأسري (FBT) أكثر فائدة للمراهقين الصغار الذين يحتاجون إلى دعم إضافي وتوجيه من أسرهم.
قد يظهر بعض الفائدة من مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين (SSRI) مثل فلوكستين وسيرترالين. قد يكون دواء توبيراميت مفيدًا أيضًا ولكن له آثار جانبية. ومن غير المعروف ما إذا كان الجمع بين الدواء والإرشاد يؤدي إلى نتائج أفضل.
من بين النتائج الإيجابية للعلاجات تشمل: انخفاض في الشراهة أثناء تناول الطعام، وتقليل في السلوكيات الوسواسية لخسارة الوزن، وتحسين في الأداء الاجتماعي و معدلات الانتكاس.
النهم والشره كلمتان تستخدمان لوصف الشهية القوية للطعام، ولكن لهما اختلافات طفيفة:
1. النهم:
- يشير إلى الجوع الطبيعي الذي يشعر به الإنسان بانتظام.
- قد يكون مرتبطًا بحاجة جسدية للطعام.
- غالبًا ما يكون عمليًا دون تحديد لنوع معين من الطعام.
2. الشره:
- يعبر عن الرغبة الشديدة في تناول الطعام، سواء بسبب الجوع أو لأسباب نفسية أو اجتماعية.
- قد يحدث بصورة مستقلة عن الجوع البسيط.
- يمكن أن يكون مرتبطًا برغبة محددة في تناول أنواع معينة من الطعام، بغض النظر عن الحاجة الفعلية للطعام.
هذه الاختلافات تتوقف على السياق والعوامل الشخصية والنفسية التي تؤثر على العلاقة بين الإنسان والطعام.
ما هي اضرار البوليميا؟
يمكن أن يحدث الإسهال عن عمد عندما يتم استخدام الملينات ومدرات البول بشكل مفرط، أو عند استخدام الحقن الشرجية. يمكن أن يتسبب هذا في اضطرابات في الجهاز الهضمي والمريء.
بالإضافة إلى التهابات في المريء والفم والحلق واللثة، وتلف في مينا الأسنان بسبب حمض المعدة. كما يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الحيض نتيجة للضغوط النفسية.
لعلاج النهام العصبي احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي