اضطراب الوسواس القهري (المعروف Obsessive Compulsive Disorder أو OCD) يُعتبر أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها الشخص من تكرار أفكار ومخاوف أو أحاسيس غير مرغوب فيها (وسواسية) مما يجعله يشعر بأنه مُجبر على تكرار أفعال أو سلوكيات (قهرية) بهدف التخلص من هذه الأفكار والوساوس.

يواجه الأشخاص المصابون بالوسواس القهري صعوبة في الابتعاد عن الهواجس أو التوقف عن السلوكيات القهرية، حتى وإن كانوا يدركون غير منطقية هذه الهواجس. وقد تتداخل السلوكيات المتكررة مثل غسل اليدين أو التنظيف المفرط، بشكل كبير مع الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.

ويُعتبر اضطراب الوسواس القهري أكثر انتشارًا بين النساء من الرجال، وعادةً ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

أنواع الوسواس القهري:

1. الشك والتحقق: الأشخاص المصابين بوسواس الشك قد يشعرون بالحاجة لتكرار التحقق من إكمال المهام بشكل صحيح، أو يشكون في قدرتهم على أداء المهام بشكل صحيح. هذا الوسواس يرتبط غالباً بالخوف المبالغ فيه من إلحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين.

   بعض مرضى الشك القهري يتسمون بضمير فائق وحذر مفرط، حيث يسعون جاهدين للكمال وتجنب الأخطاء، وهو ما يؤثر سلبًا على جوانب حياتهم، بما في ذلك الجانب المهني والاجتماعي والأسري.

2. التنظيم والتناسق: وسواس الترتيب والتناسق يتضمن حاجة الشخص إلى ترتيب كل شيء بشكل دقيق ومتماثل، وقد يشمل هذا الوسواس الحاجة القهرية لتنظيم الأشياء الشخصية بشكل دقيق، مثل ترتيب الملابس حسب اللون. يمكن أن يؤدي عدم التنظيم المثالي إلى شعور بالقلق والتوتر والاضطراب.

3. التلوث: يصاحب وسواس التلوث شعور شديد بالحاجة إلى التنظيف المتكرر للجسم أو البيئة المحيطة، مما يسبب تأثيرات سلبية على النفس والجسم. يشمل ذلك الشعور المستمر بالتلوث والقلق المتكرر من الجراثيم والميكروبات.

4. أفكار وسواسية: وسواس الأفكار القهري يشمل تكرار أفكار مزعجة، مثل الشك في قدرة الشخص على تسبب الأذى للنفس أو للآخرين، أو التساؤل المستمر حول الميول الجنسية.

هذه بعض الأمثلة على أنواع وسواس القهري الفرعية التي تندرج تحت هذه الفئات، والتي قد تؤثر سلباً على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية والعملية للفرد.

أعراض الوسواس القهري: 

تتطوّر أعراض اضطراب الوسواس القهري عادةً ببطء، ولكن يمكن لمعظم الأطفال إخفاء أعراضهم في البداية.

غالبًا ما يكون الأطفال مهووسين بالأفكار والمخاوف من التعرض للأذى، مثل الإصابة بمرض قاتل أو إلحاق الأذى بأنفسهم أو بالآخرين، ويشعرون بأنهم مضطرّون لفعل شيء معيّن لتحقيق التوازن أو لتخفيف مخاوفهم، كتحقق من إغلاق المنبه أو غسل الأيدي بشكل مفرط.

يتضمن ذلك أيضًا القيام بأنشطة معينة بشكلٍ متكرر مثل الجلوس والنهوض من الكرسي، وتنظيف أشياء معيّنة وترتيبها بشكل مستمر، وإجراء عدة تصحيحات في الواجب المدرسي، ومضغ الطعام بعدد معيّن من المرات، وتجنب لمس أشياء محددة.

يعترف معظم الأطفال إلى حد ما بأن الوساوس والأفكار القهرية لديهم غير طبيعية ويشعرون بالإحراج منها، ولكن بعضهم يعتقد بقوة أن هذه الوساوس والأفكار صحيحة.

في بعض الحالات يزول اضطراب الوسواس القهري بعد بضع سنوات لدى حوالي 5% من الأطفال، بينما يستمر بشكل مزمن مع بداية البلوغ لدى حوالي 40% من الأطفال. مع العلاج المستمر يمكن لمعظم الأطفال الأداء بشكل طبيعي ولكن حوالي 5% لا يستجيبون للعلاج ويبقون في وضع ضعف كبير.

تشخيص اضطراب الوسواس القهري: 

تشخيص اضطراب الوسواس القهري يتم عادة من خلال زيارة عيادة طبيب نفسي أو اختصاصي في الصحة السلوكية وفي بعض الحالات يتم الإجابة عن استبيان حول الأعراض.

يقوم الأطباء بتشخيص اضطراب الوسواس القهري استنادًا إلى الأعراض وقد تتطلب هذه العملية عدة زيارات قبل أن يتمكن الطبيب من فهم الوساوس والحالات القهرية التي يعاني منها الطفل.

يجب أن تكون الوساوس والحالات القهرية قادرة على إثارة كرب شديد وتأثير على قدرة الطفل على الأداء حتى يتم تشخيص الاضطراب.

في الحالات التي يشتبه في وجود عدوى محتملة قد يقوم الأطباء بالتشاور مع اختصاصي في هذه الاضطرابات.

يجب أن يتخذ الأطباء احتياطات كافية للتمييز بين اضطراب الوسواس القهري وبين الاضطرابات الأخرى مثل الذهان المبكر واضطرابات طيف التوحد واضطرابات العرة المعقدة.

اقرأ ايضا: ما هو علاج الوسواس القهري 

لعلاج الوسواس القهري  احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي