يُعتبر رهاب المدرسة، المعروف أيضًا بخوف الطلاب من المدرسة بالإنجليزية، من السلوكيات الغير مرغوبة والتي يواجهها نحو 5% من طلاب المدارس، خصوصًا في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط
يُعرّف رهاب المدرسة عادةً على أنه خوف غير طبيعي وشديد من الذهاب إلى المدرسة، ويتجلى هذا الخوف فيما لا يشكل تهديدًا حقيقيًا على صحة الفرد. يُطلق عليه أيضًا مصطلح "تجنب المدرسة" بالإنجليزية (School Avoidance) أو "رفض المدرسة" (School
Refusal)
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب.
تظهر عدة علامات وأعراض عند الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة، فقد يبدأ الطفل في الصراخ بشكل متكرر بسبب الشعور بالتعب أو الشعور بالصداع أو آلام في المعدة أو التهاب في الحلق.
وعندما يتغيب الطفل عن المدرسة ويبقى في المنزل فقد تختفي هذه الأعراض، لكنها قد تعود في اليوم التالي قبل الذهاب إلى المدرسة وكما قد يندفع الأطفال المصابون برفض المدرسة إلى نوبات من البكاء أو الغضب.
من بين العلامات التحذيرية التي يجب ملاحظتها: شكاوى متكررة من عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وتكرار حالات التأخر أو الغياب دون سبب، والغياب في أيام مهمة مثل الاختبارات أو دروس الكلام أو فصل التربية البدنية.
وكما يمكن أن يكون هناك طلبات متكررة للاتصال بالمنزل أو الرغبة في العودة إليه، وزيادة القلق بشأن أحد الوالدين أثناء التواجد بالمدرسة، والذهاب المتكرر إلى مكتب الممرضة بسبب شكاوى جسدية، بالإضافة إلى البكاء نتيجة رغبة في العودة إلى المنزل
لذا، يجب على الآباء والأمهات العمل على تشجيع أبنائهم باستمرار للعودة إلى المدرسة، لأن كلما تأخر عودتهم، كلما صعبت عليهم عملية العودة.
ومع ذلك يجب تجنب إجبارهم على الذهاب، لأن ذلك قد يؤدي إلى زيادة نوبات الغضب أو البكاء أو حتى تفاقم الأمور النفسية أو الجسدية. ويُلاحظ أن هذه الأعراض تتلاشى عادةً عندما يُسمح للطفل بالبقاء في المنزل.
هناك اعتقادات مختلفة حول العلاج، حيث يرى البعض أنه يمكن علاج بعض حالات رفض المدرسة من خلال إعادة إدخال الأطفال تدريجيًا إلى البيئة المدرسية.
في حين يرى البعض الآخر ضرورة العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي فقد يلجأ البعض في الحالات الحرجة إلى بعض أشكال العلاج الدوائي، ولكن لم تثبت فعالية أي من تلك الأدوية بشكل كافي لتكون حلاً للمشكلة
هناك حالة مرضية أخرى يمكن أن تختلط مع حالة رفض المدرسة، وهي متلازمة تأخير مرحلة النوم. تعد هذه المتلازمة إحدى أنواع اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية وتؤدي إلى صعوبة في النوم ليلاً و صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.
من المهم أيضًا استشارة الطبيب لتقييم الحالة والبحث عن أي مشاكل صحية قد تكون سببًا لرفض المدرسة. يمكن أن يساعد التواصل مع مدرس الطفل أو مستشار المدرسة في فهم الأسباب والعمل على حل المشكلة وعلى الرغم من عدم إدراج حالة رفض المدرسة ضمن الاضطرابات السريرية.
إلا أنها قد تكون مرتبطة بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل اضطراب قلق الانفصال والرهاب الاجتماعي واضطراب السلوك لذا، من الضروري تقديم تقييم شامل للأطفال المعانين من رفض المدرسة.
يمكن تصنيف العوامل التي قد تؤدي إلى عدم رغبة الأطفال في الحضور إلى المدرسة إلى أربع فئات، وتم وضع هذه التصنيفات استنادًا إلى دراسات أجريت بقيادة البروفيسور كريستوفر كيرني في الولايات المتحدة وقد أظهرت هذه الدراسات أن بعض الأطفال قد يتأثرون بعوامل متعددة في آن واحد.
1. تجنب الأوضاع غير المريحة في المدرسة: يمكن للأطفال أن يرغبوا في تجنب الوضعيات أو الأنشطة في المدرسة التي تثير لديهم شعورًا غير مريح، مثل القلق أو الاكتئاب أو ظهور بعض الأعراض النفسية.
2. تجنب المهام الصعبة: قد يرغب الأطفال في تجنب المهام الصعبة في المدرسة، مثل الاختبارات أو العروض أو المشاركة في العمل الجماعي، أو حضور الدروس الخاصة، أو التفاعل مع زملائهم.
3. الانتباه إلى الأشخاص المهمين: قد يرغب الأطفال في لفت انتباه الأشخاص المهمين لهم خارج المدرسة مثل الوالدين أو الأصدقاء الأكبر سنًا.
4. التفضيل لأنشطة ممتعة خارج المدرسة: قد يرغب الأطفال في القيام بأنشطة ممتعة خارج نطاق أنشطة المدرسة، مثل ممارسة الهوايات، أو لعب ألعاب الكمبيوتر، أو مشاهدة الأفلام، أو اللعب مع الأصدقاء.
من العوامل الأخرى:
- القلق بسبب الضغوط الدراسية: قد ينشأ القلق نتيجة الخوف من عدم القدرة على التفوق في الدراسة، أو من الضغوط الناجمة عن المطالبات الزائدة من المعلمين أو الوالدين، بالإضافة إلى الطموحات غير الواقعية للطفل نفسه.
- التعرض للمعاملة السيئة: قد تظهر حالة رفض المدرسة لدى الأطفال نتيجة تعرضهم للمعاملة السيئة.
- الرهاب الاجتماعي: يمكن للأطفال الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أن يشعروا بالخجل أو الاكتئاب عند الدخول إلى المدرسة، ويمكن أن يزيد الضغط أو التوتر الشعور بهذه العواطف.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي القلق بشأن الأحداث المنزلية إلى حالة رفض المدرسة، مثل القلق بشأن الوالدين أو الأشقاء الذين يعانون من مشاكل مثل إدمان المخدرات أو العنف الأسري.
لعلاج رهاب المدرسة احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي