اضطراب التعلق هو مصطلح شامل يُستخدم لوصف انحرافات في الحالة المزاجية والسلوكية والعلاقات الاجتماعية التي تنشأ نتيجة فشل الطفل في تطوير علاقة تعلق طبيعية مع مقدم الرعاية الأولية خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
يُمكن أن يكون هذا الفشل ناتجًا عن تجارب استثنائية من الإهمال والإساءة والانفصال المفاجئ عن مقدمي الرعاية، خصوصًا بين سن 6 أشهر وثلاث سنوات.
تتمثل هذه التجارب السلبية في التغير المتكرر أو زيادة عدد مقدمي الرعاية، أو عدم استجابتهم لجهود الطفل في التواصل، مما يؤدي إلى نقص الثقة الأساسية للطفل. يمكن أن يكون التاريخ الاجتماعي المضطرب الذي ينشأ بعد سن الثالثة مؤلمًا للطفل، ولكنه لا يصل إلى مستوى اضطراب التعلق.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
التعلق المرضي هو حالة عاطفية تحدث لبعض الأفراد وتتصل بحياتهم اليومية وأنماط تفاعلهم مع الآخرين وسلوكياتهم. يمكن أن يتجلى هذا التعلق في قوة الارتباط مع صديق معين أو في العلاقات العاطفية والحب
. يكون التعلق في هذه الحالة علاقة قهرية لا تميزها الحدود الصحية وتكون متأثرة بظروف نفسية تمتد على مدار فترة زمنية معينة. يمكن أن يؤدي هذا النوع من العلاقات إلى انخفاض تقدير الذات وتوليد سلوكيات تسبب ضغوطًا نفسية على الطرف الآخر.
معظم أسباب التعلق المرضي يعود جذورها إلى تجارب سلبية يمر بها الأطفال مع البالغين في مراحل مبكرة من حياتهم، حيث يلعب مقدمو الرعاية دوراً حاسماً في تشكيل شخصياتهم. تنشأ اضطرابات التعلق أساساً عندما يشعر الطفل بالإهمال أو الإهمال أو العزلة أو العجز. وبالتالي، إذا كان مقدم الرعاية مهملاً أو غير كفؤ، فقد يؤثر تفاعله سلباً على النفسية الطفل، وقد يتطور ذلك إلى اضطرابات نفسية تستمر مع تقدم العمر حتى يصبح الشخص بالغاً.
على الرغم من أن بعض الأطفال قد لا يتأثرون بنفس القدر من هذه الظروف، إلا أن هناك صلة بين اضطرابات التعلق المرضي والإهمال، وبين التربية الأولية في المؤسسات أو عند مقدمي الرعاية. فنسبة تعرض هؤلاء الأطفال للاضطرابات النفسية تتجاوز نسبة الأطفال الذين ينشؤون بالقرب من والديهم.
وتشمل فئات الأطفال الأكثر شيوعاً للاضطرابات التعلقية:
- الأطفال الذين نشأوا في دور الأيتام.
- الأطفال الذين تم فصلهم عن مقدمي الرعاية أو العائلات المستقرة بعد تشكيل علاقة صحية معهم.
- الأطفال الذين يتم اعتمادهم من قبل عدة عائلات مختلفة.
- الأطفال الذين تعرضوا لعدة أحداث مؤلمة.
تناولت الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أعراض التعلق المرضي لدى الأطفال والبالغين وفقًا لنوع التعلق. وقد أظهرت الدراسات أن أعراض التعلق المرضي للأطفال الذين يعانون من اضطراب التعلق التفاعلي تتمثل في:
1. قلة التفاعل مع الآخرين.
2. عدم القدرة على التعبير عن المشاعر أثناء التفاعل مع الآخرين.
3. ظهور مشاعر الرضا، الحزن، الخوف، أو العصبية لدى الطفل خلال أداء الأنشطة اليومية برفقة مقدم الرعاية.
اقرأ ايضا: الغيرة المرضية واسبابها وعلاجها
علاج التعلق المرضي
يتمحور علاج اضطراب التعلق على تحديد أسباب الأفكار والمشاعر المرضية ومعالجتها، فقد يكون من الضروري استخدام بعض العقاقير للتحكم في الهواجس والأفكار السلبية. يمكن أيضًا أن يتطلب الأمر تفكيك هذه المشاعر ونقاشها مع الشريك لتفادي القلق المستمر بشأن الهجر. بالإضافة إلى ذلك، يُفضل الاعتماد على العلاج الأسري أو مساعدة الفرد في استبدال الأفكار السلبية بتفكير إيجابي وبناء.
1. الاستشارة لدى طبيب نفسي أو أخصائي في الإرشاد النفسي والسلوكي للحصول على علاج مبني على أسس علمية وطبية.
2. تعزيز الثقة بالنفس من خلال التركيز على نقاط القوة الشخصية والعمل على تحويل نقاط الضعف إلى مزايا بوسائل التدريب والعلاج المناسب.
3. استغلال أوقات الفراغ بممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة واكتشاف أنشطة جديدة لتوسيع دائرة اهتماماتك.
4. ممارسة النشاطات الرياضية مثل السباحة وبناء الأجسام وركوب الخيل والجري لتحسين الصحة العامة وتعزيز الثقة بالنفس.
5. التواصل مع أصدقاء جدد يشتركون في اهتماماتك وهواياتك لتجنب التعلق المرضي والاستمتاع بالعلاقات الإيجابية.
6. التحدث بصراحة مع الشخص المعني بالتعلق المرضي لتوضيح موقفك وتحديد مسار العلاقة المستقبلي.
7. تعلم مهارات جديدة تعزز الثقة بالنفس والاعتناء بالنفس مثل السفر أو تكريم النجاحات الشخصية بشراء هدايا للنفس.
8. في حالة الانفصال، تجنب الأماكن التي تذكرك بالشخص المعني وتجنب الاتصال به بأي شكل من الأشكال.
9. مشاركة في الأنشطة الخيرية مثل مساعدة كبار السن أو زيارة دور الأيتام للتعبير عن الرحمة والتضامن وتوجيه الطاقة الإيجابية.
لعلاج اضطراب التعلق المرضي احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي