تعرف الغيرة المرضية، المعروفة أيضًا بمتلازمة عطيل أو الغيرة الوهمية باللغة الإنجليزية (Morbid jealousy أو Othello syndrome)، باعتبارها اضطرابًا نفسيًا يتسم بتورُّط الشخص المصاب في أفكار مريبة ومشتبهة دون وجود دليل ملموس حول خيانة شريكه العاطفي (الزوج / الزوجة).

 بالإضافة إلى ذلك يصاحب هذا الاضطراب سلوكيات اجتماعية غير مقبولة تترتب عن تلك الأفكار المشتبه، مما يجعله يندرج ضمن فئة الانتماء لاضطراب الوهم بشكل عام.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

أسباب الغيرة المرضية:

هناك عدة أسباب نفسية قد تؤدي إلى تطور حالة الغيرة المرضية. بعض المؤلفين يعتبرون أن الوهم بالخيانة يمكن أن يكون جزء من هذه الحالة، حيث يُنظر إلى هذا الوهم كنوع من الغيرة المرضية بأبعادها.

تتغير ذاكرة الشخص المصاب بالغيرة المرضية بشكل غير مدرك، مما يؤدي إلى تفسير سلبي لسلوكيات الشريك، ويتبنى الشخص المصاب الاعتقاد بأنه مُخوَّن بالفعل من قبل الشريك.

يُعتقد أن بعض اضطرابات الدماغ يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور وهم الخيانة، وقد تبين لاحقًا أن أي نوع من إساءة أو صدمة للدماغ يمكن أن يسهم في تكوين حالة الغيرة المرضية. 

تم اقتراح أن الغيرة المرضية قد تنشأ نتيجة لقلة النشاط الجنسي والقلق من عدم قدرة الشريك على إشباع الاحتياجات الجنسية.

احصل على دورة كيف تتعامل مع الغيرة الآن مع أ.د طارق الحبيب 

وفقًا لـ مولين، تتميز الغيرة المرضية بأربعة سمات:

1. وجود اضطراب نفسي مستتر يقف وراء الغيرة المرضية.

2. التفاعل المتبادل بين هذا الاضطراب والغيرة المرضية، حيث يتغذى كل منهما على الآخر.

3. الارتباط الوثيق بين مسار الغيرة المرضية وهذا الاضطراب النفسي المختبئ.

4. غياب أساس ملموس للغيرة المرضية في الواقع.

أعراض الغيرة المرضية:

1. اتهام الشريك بالنظر إلى أو الاهتمام بشخص آخر.

2. التشكيك في تصرفات الشريك.

3. استجواب الشريك حول المكالمات الهاتفية أو الأرقام الخاطئة أو التواصل الإجتماعي الآخر.

4. منع الشريك من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.

5. تفتيش أمتعة الشريك.

6. الاستفسار المتكرر عن مكان ومن مع الشريك في أوقات محددة.

7. عزل الشريك عن العائلة أو الأصدقاء.

8. منع الشريك من ممارسة أي نشاطات خارج المنزل.

9. التحكم في دائرة علاقات الشريك الإجتماعية.

10. ادعاء وجود علاقة سرية للشريك إذا ما حاول مقاومة هذه السلوكيات المرضية.

11. اتهام الشريك بالقيام بعلاقة جنسية خارجية نتيجة لتوقف النشاطات الجنسية بين الطرفين.

12. اللجوء إلى العنف الجسدي أو اللفظي تجاه الشريك أو حتى الشخص الذي يُعتقد أن الشريك يخونه معه.

13. لوم الشريك وإعطاء مبررات لتصرفات الغيرة المرضية.

اشترك الان مجانا في دورة إدارة الانفعالات مجانا مع أ.د طارق الحبيب 

علاج الغيرة المرضية:

الغيرة المرضية تظهر بأشكال مختلفة من الحالات النفسية نتيجة للاضطرابات التي تصاحبها، وبالتالي فإن العلاج المناسب يعتمد على الأعراض الملحوظة لكل فرد مصاب، ويختلف تقدم الحالة وعلاجها من شخص لآخر بناءً على الظروف الفردية وتعقيدات العلاقة بين الشريكين.

 من المهم التمييز بين السلوكيات التي تثير الغيرة المرضية لتقييمها ومعالجتها بشكل مناسب.

على سبيل المثال: 

إذا كان استهلاك الكحول يساهم في تفاقم الغيرة المرضية، فقد يكون العلاج من الإدمان على الكحول خطوة أساسية نحو التحسين. يلعب العلاج النفسي دورًا مهمًا في معالجة الغيرة المرضية، ومع ذلك فقد يكون غير كافٍ في الحالات الشديدة.

لا يوجد علاج مثالي أو شامل لهذا الاضطراب، ولكن العلاج المعرفي السلوكي قد أظهر فعاليته في معالجته. 

يتضمن العلاج الدوائي ما يلي:

- علاج الحالة النفسية الأساسية التي أسهمت في ظهور الغيرة المرضية.

- استخدام أدوية مضادة للذهان.

- استخدام أدوية مضادة للاكتئاب.

أما العلاج النفسي فيشمل:

- تثقيف الفرد المصاب وشريكه.

- العلاج السلوكي.

- العلاج المعرفي السلوكي.

- العلاج النفسي الفردي.

- العلاج النفسي العائلي.

- العلاج النفسي للأزواج.

طرق التخلص من الغيرة المرضية:

للتغلب على الغيرة المرضية، يُعتبر من الضروري فهم الأسباب الدقيقة وراء هذا الشعور والعمل على تغييره، وتحويله إلى مشاعر قوة ودوافع إيجابية. تشمل الخطوات التالية طرقًا فعّالة للتخلص من الغيرة المرضية:

1. البحث عن مصادر الغيرة: يجب استغلال الأشخاص المتميزين والمتفوقين في حياتنا بطريقة إيجابية، من خلال التعلم من نجاحاتهم و تحفيزنا لتطوير مهاراتنا.

 على سبيل المثال، يمكن التعلم من مهارات زملاء العمل المتميزين مما يساعد على بناء الثقة بالنفس بدلًا من الغيرة.

2. تعزيز الثقة بالنفس: يتضمن ذلك تطوير الذات والعمل على قوة الشخصية والتحكم في المشاعر، مما يسهم في تقوية النقاط الضعيفة التي قد تكون مصدرًا للغيرة المرضية.

3. تقدير الذات: يتضمن هذا الخطوة تذكر الإنجازات والنجاحات الشخصية، والتفكير بإيجابية حول المهارات والقدرات الشخصية، مما يعزز الثقة بالنفس ويساعد في التغلب على مشاعر الغيرة.

4. تأمل الصورة الكاملة: من خلال تحليل وفهم السياق الكامل للمواقف التي تثير الغيرة، يمكن التعامل بشكل فعّال مع هذه المشاعر والتخلص منها.

5. التعبير عن المشاعر: يجب على الأفراد التحدث بصراحة مع شركائهم حول مشاعرهم ومخاوفهم، مما يساعد في فهم العلاقة بشكل أفضل وتقوية الثقة والتواصل بين الطرفين.

6. تدريب النفس على الامتنان: يمكن تقوية العلاقات الإيجابية وتقليل المشاعر السلبية من خلال التركيز على الأشياء التي نحن ممتنون لها في حياتنا.

7. إعطاء النفس الوقت: يُشجع على منح الوقت لنفسك لتجاوز المشاعر المؤقتة والسماح للزمن بالعمل على تخفيف الغيرة.

هذه الخطوات تعتمد على التحليل الشامل للمشاعر والسياق، وتشجيع التواصل الصريح مع الشريك لبناء علاقة قوية وصحية.

لعلاج الغيرة المرضية احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي