ما هو الفرق بين المرض النفسي والعقلي؟ يعتقد البعض أن المرض العقلي والنفسي مترادفان لنفس المعنى، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً. هناك فروق كبيرة وجوهرية بين كلا النوعين من الأمراض. 

وقد أدى هذا الفهم الخاطئ إلى تجنب العديد من المرضى النفسيين الحصول على العلاج خوفاً من تأثير ذلك على سمعتهم وخشية أن يُوصَموا بالجنون أو الاضطراب العقلي. فما هو الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي؟ وما أنواعهما؟ وهل يمكن علاجهما؟

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

هل يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي؟

نعم، قد يتحول المرض النفسي إلى مرض عقلي في بعض الحالات. يحدث ذلك في حالات الإدمان التي لا يتم علاجها، وكذلك في حالات المرض النفسي الشديدة. هذه الحالات قد تؤدي إلى ظهور اضطرابات ذهانية شديدة، مثل جنون العظمة.

الفرق بين المرض النفسي والعقلي:

يخلط الكثيرون بين المرض العقلي والمرض النفسي، ولكن في الحقيقة هناك فرق كبير بينهما.

المرض النفسي:

ينشأ المرض النفسي من اختلال في التفكير، مما يؤثر على سلوك الفرد ويسبب تغيرات حادة في حالته المزاجية. تنتج الاضطرابات النفسية عن عوامل مثل القلق، التوتر، والضغوط الطويلة الأمد التي تفوق قدرة الشخص على التحمل.

 يمكن أن تتفاقم الأمراض النفسية وتؤدي إلى نتائج خطيرة مثل إيذاء النفس أو الانتحار، وأحياناً الانجراف نحو الإدمان من أمثلة الأمراض النفسية:

• الاكتئاب
• اضطرابات القلق
• اضطراب الهلع
• اضطراب ما بعد الصدمة
• اضطرابات الأكل

المرض العقلي:

يتسم المرض العقلي بسيطرة معتقدات وهمية أو هلاوس سمعية وبصرية على المريض، مما يؤدي إلى انفصاله عن الواقع وربما الوصول إلى حالة من الانهيار الذهاني. غالباً ما يكون المرض العقلي نتيجة لتطور مرض نفسي لم يُعالج بشكل صحيح. من أمثلة الأمراض العقلية:

• اضطراب الفصام
• الاضطرابات الذهنية
• الاضطراب العقلي الناتج عن الإدمان
• الذهان التخيلي (البارافرينيا)

تعريف المرض العقلي والمرض النفسي:

رغم أن كلا النوعين من الاضطرابات يؤثران على وظائف التفكير والحالة المزاجية، إلا أنهما يظلان مختلفين. يمكن للمرض العقلي أن يكون امتداداً لحالة نفسية تأخر علاجها.

الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي من حيث الأعراض:

تتم عملية تشخيص المرض العقلي والمرض النفسي والتفريق بينهما بناءً على عدة معايير، أهمها الأعراض المصاحبة لكل منهما. وفيما يلي نستعرض أبرز الأعراض لكل نوع:

1- أعراض الأمراض النفسية:

تقتصر أعراض الاضطرابات النفسية في الغالب على ملاحظة تغيرات حادة في الحالة المزاجية التي تنعكس بدورها على سلوكيات الفرد. ومن أمثلة ذلك:

• الاكتئاب: يشعر المريض النفسي بشعور دائم بالحزن واليأس، وقد يصاحبه إحساس بالذنب.
• الخمول وفقدان الحافز: يفقد المريض النفسي شغفه بالأنشطة التي كان يفضلها سابقًا، وينخفض مستوى إنتاجيته ومستوى تحصيله العلمي.
• المزاج المتقلب: تحدث تقلبات مزاجية حادة، مثل الانتقال السريع بين حالتي الهدوء والغضب دون مبرر واضح.
• تغير العادات: يصاحب الاضطراب النفسي عادة تغير واضح في العادات اليومية مثل عادات الطعام والنوم.
• العزلة الاجتماعية: يميل المريض النفسي إلى الانسحاب من المجتمع المحيط ويفضل العزلة عن الآخرين، نتيجة لحالة الاكتئاب والشعور بالخجل من النفس.

يضاف إلى هذه الأعراض مجموعة من الأعراض الجسدية التي قد تنجم عن الاضطرابات النفسية، مثل صداع الرأس أو آلام في أنحاء مختلفة من الجسم، خاصة في منطقتي الظهر والعنق، بالإضافة إلى الاضطرابات الهضمية. لكن لا يتم اعتبار هذه المشاكل الصحية أعراضًا للمرض النفسي إلا بعد التأكد من عدم وجود سبب عضوي لها.

اقرأ ايضا: جنون العظمة: ما هو؟

2- أعراض الأمراض العقلية:

يصاحب المرض العقلي العديد من الأعراض، أبرزها نوبات الهلاوس والأوهام التي لا صلة لها بالواقع. ومن أمثلة ذلك:

• الهلاوس: يدعي المريض العقلي سماع أو رؤية أشياء أو شم روائح لا وجود لها في الواقع، ولكن يكون مقتنعًا بحقيقتها.
• الأوهام: تتولد لدى المرضى اعتقادات وهمية لا صلة لها بالواقع، مثل أن هناك من يراقبه أو يتربص به، أو تضخيم الذات واعتقاد المريض بامتلاكه قدرات خاصة أو تفوقه على الآخرين.
• اضطراب الحديث: يظهر المريض سلوكًا غريبًا عند التحدث، مثل الحديث بسرعة غير مفهومة، أو الانتقال بسرعة بين مواضيع غير مرتبطة، أو استخدام الكلمات الخاطئة في التعبير.
• التغيرات السلوكية: تطرأ العديد من التغيرات على السلوكيات نتيجة المرض العقلي، مثل النشاط المفرط أو العزلة الاجتماعية، أو التصرفات غير المبررة مثل الضيق دون سبب أو الضحك في مواقف غير ملائمة.

الفرق بين المرض النفسي والعقلي من حيث العلاج:

أهمية التشخيص:

يعتبر التشخيص هو المرحلة الأولى والحيوية لعلاج الإدمان والاضطرابات النفسية. فكل شخص يعاني من نوبة تتعلق بالصحة النفسية يحتاج إلى تشخيص دقيق. 

في ظل تعقيد الأعراض، قد يتداخل التشخيص لاضطرابات مختلفة، ومن الخطير وضع افتراضات تشخيصية دون الاستناد إلى أدلة تقييمية دقيقة، لأن الحالة الصحية للمرضى يمكن أن تسوء في أي لحظة.

خيارات العلاج:

• الاضطرابات النفسية:
  • العلاج النهائي والتام: المرض النفسي يمكن علاجه بشكل كامل ونهائي طالما لم يصل إلى مراحل خطيرة. يتضمن العلاج استخدام أساليب مختلفة مثل:
    • العلاج النفسي: من خلال جلسات العلاج مع أخصائيين نفسيين.
    • العلاج الدوائي: باستخدام أدوية تساعد في تخفيف الأعراض.
    • الدعم والرعاية: من خلال برامج مساعدة ودعم اجتماعي.
• الاضطرابات العقلية:
  • إدارة الأعراض وتقليل المحفزات: العلاج يركز على تقليل محفزات المرض ومعالجة الأعراض بدلاً من معالجة المرض نفسه، لعدم وجود علاجات نهائية له. يتضمن العلاج:
    • العلاج الدوائي: يعتبر الأكثر أهمية في هذه الحالات، ويشمل:
    • مضادات الذهان: لتخفيف الهلاوس والأوهام.
    • مثبتات المزاج: لإدارة التقلبات المزاجية.

 احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي