جنون العظمة هو مصطلح تاريخي يأتي من كلمة إغريقية تعني 'وسواس العظمة'، ويستخدم لوصف حالة تتمثل في اعتقاد شخص بأن لديه قدرات استثنائية أو قدرات غير عادية أو أموال هائلة أو علاقات مهمة، على نحو يتعارض مع الواقع. يستخدم هذا المصطلح من قبل المتخصصين لوصف حالات مرضية، حيث يظهر جنون العظمة كعرض في بعض الأمراض النفسية.

البارانويا هي حالة نفسية مرضية تتميز بالهذيان الواضح والمستمر، حيث يحكم المريض مجموعة ثابتة من المعتقدات. يتمركز هذا الهذيان عادة حول مشاعر العظمة والاضطهاد، حيث يعتقد المريض بوجود مؤامرات ضده، وأنه شخص هام ومهم، وهذه الأفكار المسيطرة تسبب له الهذيان، على الرغم من عدم وجود هلوسات تتعلق بذلك.

 يتصف كلام المريض بالمنطقية في نظره الخاص، إذ يعتقد بقناعة تامة بأنه مضطهد من قبل الآخرين نظرا لكونه شخصا مهما للغاية.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

أسباب جنون العظمة 

جنون العظمة هو حالة نفسية تتميز بالشعور المبالغ فيه بالأهمية الذاتية والقدرة، والاعتقاد بأن الشخص يتمتع بقدرات خاصة أو مكانة فريدة تجعله فوق الآخرين. يمكن أن تكون هذه الحالة جزءًا من اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب الوهم (البارانويا).

أسباب وراثية وأسرية

لوحظ وجود اضطرابات عقلية في عائلات مرضى البارانويا، إضافة إلى وجود سلوكيات غير ملائمة بين أفراد هذه الأسر. يمكن أن تكون هذه العوامل ناتجة عن أسباب وراثية، ولكنها قد تنشأ أيضًا نتيجة لأسباب أخرى مثل اضطراب الجو الأسري، والتسلط داخل الأسرة، والتوترات المتزايدة. تنمو البارانويا غالبًا في بيئات انعزالية، حيث تكون الشخصية معرضة لبناء نظام فكري مشوه.

أسباب عضوية

بعض الأدوية يمكن أن تسبب أعراضًا تشبه البارانويا، مثل الأمفيتامين وبعض أنواع أقراص الهلوسة. كما يمكن أن تنشأ الأعراض أيضًا بسبب وجود إعاقات بدنية مثل كف البصر، أو شلل الأطفال، أو الصمم. تشير الدراسات إلى أن الإعاقات الجزئية قد تكون أكثر ارتباطًا بأعراض المرض من الإعاقات الكلية.

أسباب نفسية

تعتبر الصدمات العميقة التي يتعرض لها الفرد، مثل الإحباط الشديد ومواقف الفشل، من أسباب البارانويا. كما يلعب التنازع النفسي بين رغبات الفرد وخوفه من فشل تحقيقها دورًا في ظهور الأعراض. تقترح النظرية السلوكية أن البارانويا قد تنشأ نتيجة تعلم خاطئ لبعض العادات السلوكية.

أعراض جنون العظمة 

الشخص المصاب بالهوس يتميز بزيادة الحديث وعدم تركيزه، حيث ينتقل بسرعة من موضوع إلى آخر دون ارتباط منطقي بينهما. كما يظهر المصاب بالهوس أيضًا بكثرة الحركة وقلة النوم، وقد يمر بفترات طويلة دون أن ينام، مما يؤدي في بعض الحالات إلى إجهاد شديد يمكن أن يكون مميتًا.

هذا المرض يمكن أن يصيب الأفراد في أي مرحلة عمرية، وأحيانًا يتعرض الأشخاص ذوو المكانة الاجتماعية أو العلمية لهذا المرض للارتباك والتشوش. بعض الأشخاص قد يساءون فهمهم ويظنون أن المصاب يدعي بقدرات خاصة كأن يكون نبيًا أو المهدي المنتظر أو شخصية دينية أخرى، أو حتى شخصية سياسية بارزة.

إضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى بجنون العظمة أن يدّعوا أنهم اكتشفوا اكتشافات علمية مهمة أو أنهم أطباء ذوو خبرة كبيرة. على الرغم من قدرتهم على إخافة بعض الناس، ينكشف غالبًا خدعهم ويتم إرسالهم إلى مستشفى الأمراض النفسية للعلاج المناسب والرعاية اللازمة. 

علاج جنون العظمة "هل يشفى مريض جنون العظمة؟" 

إذا كان جنون العظمة ناتجًا عن مرض عقلي مثل اضطراب ثنائي القطب، فيجب أن يتم إدخال المريض إلى مستشفى نفسي أو قسم نفسي لتلقي العلاج المناسب. يتم تقديم أدوية مضادة للذهان ومهدئات للمساعدة في تقليل الحركة الزائدة وتقديم الراحة، مما يسهم في تجنب الإجهاد الذي قد يكون مدمرًا في بعض الحالات.

يجب أن يستمر المريض على العلاج لفترة طويلة، خاصة إذا كان يعاني من فصام، والذي يتطلب أيضًا إدخاله إلى مرفق نفسي للعلاج المكثف. يعتبر علاج الفصام تحديًا كبيرًا، ولذلك لا ينبغي ترك المريض الذي يعاني من انحرافات جنون العظمة دون رعاية، حيث قد يكون خطرًا على المجتمع.

في جميع الحالات التي يظهر فيها السلوك المرضي لجنون العظمة، يجب عرض المريض على طبيب نفسي لتقييم خطورة الحالة وتشخيصها بشكل دقيق، نظرًا للتأثير البالغ الذي قد يكون له على الأشخاص الآخرين.

ينبغي على أولئك الذين يتعاملون مع مرضى الجنون العظمة عدم التصدي لهم بطريقة تزيد من توترهم، خاصة إذا كان المريض يملك أسلحة أو كان في حالة وحيدة دون مساعدة. يجب أن يتم التعامل معهم بحذر وبدون مواجهة مباشرة لتقليل أي خطر محتمل على السلامة العامة.

أنواع العلاج:

العلاج الطبي: يستخدم لتحسين استجابة المريض للعلاج النفسي، ويشمل استخدام الأدوية المضادة للذهان والمهدئات للمساعدة على بداية العلاج النفسي.

العلاج النفسي: يستخدم لتقليل قلق المريض وتحسين قدرته على التواصل، ويشمل العلاج السلوكي المعرفي والتدريب الحسي.

العلاج السلوكي: يستخدم لرفض وتغيير المعتقدات الهذائية وتعزيز السلوك التوافقي.

العلاج الاجتماعي والعائلي: يستخدم لتعزيز الدعم الاجتماعي وتحسين العلاقات العائلية والاجتماعية للمريض.

باستخدام هذه الأساليب المتكاملة، يمكن تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الأعراض المزمنة لجنون العظمة بشكل فعال.

العلاقة بين جنون العظمة والنرجسية:

يرتبط هوس العظمة بشكل كبير مع اضطراب الشخصية النرجسية، ولكنه يظهر أيضًا بشكل شائع في نوبات الهوس أو الهوس الخفيف المتعلق بالاضطراب ثنائي القطب. يعبر هذا الاضطراب عن شعور غير واقعي بالتفوق، حيث يعتبر الفرد نفسه بمثابة أفضل من الآخرين، مما يؤدي إلى نظرة متسلطة تجاههم واستخفاف بقدراتهم من وجهة نظر الشخص المصاب بالنرجسية.

لعلاج جنون العظمة  احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي