اضطراب ثنائي القطب، الذي كان يُعرف سابقًا بالاكتئاب الهوسي، هو حالة صحية عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية شديدة تشمل فترات من الارتفاع (الهوس أو الهوس الخفيف) وفترات من الانخفاض (الاكتئاب) في المزاج.
عند الانخفاض في المزاج، يمكن أن يصاحبه الحزن، واليأس، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية. بينما يمكن أن يشعر الشخص خلال فترات الهوس بالابتهاج المفرط، وزيادة الطاقة، والغضب السريع بشكل غير عادي.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب.
يوجد ثلاثة أنواع مختلفة من اضطراب المزاج ثنائي القطب، وتختلف هذه الأنواع في طبيعة النوبات التي يتعرض لها المريض. وهي كما يلي:
1. النوع الأول:
يتميز المصاب بهذا النوع بنوبة هوسية تستمر لمدة لا تقل عن 7 أيام، أو بأعراض هوسية شديدة قد تستلزم الدخول إلى المستشفى. كما قد يعاني أيضًا من نوبات اكتئابية حادة تدوم لمدة أسبوعين على الأقل، أو من النوبات المختلطة، حيث يعاني من أعراض هوسية واكتئابية في آن واحد.
2. النوع الثاني:
يعاني المصاب بالنوع الثاني من نوبات متناوبة من الاكتئاب والهوس الخفيف، لكنه لا يعاني أبدًا من نوبات هوسية شديدة كما في النوع الأول.
3. اضطراب دورية المزاج:
يتمثل اضطراب دورية المزاج في نوبات من الهوس الخفيف والأعراض الاكتئابية التي تمتد لمدة على الأقل سنتين، أو سنة واحدة في حالة الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، فإن الأعراض لا تتشابه مع أعراض الهوس الشديد أو الاكتئاب الحاد الذي يظهر في اضطراب المزاج ثنائي القطب من النوع الثاني.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب تختلف بين الأفراد المصابين به، وما زالت الآلية الدقيقة لهذا الاضطراب غير معروفة. يعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا في حوالي 60% - 80% من خطر تطور الأعراض.
مما يشير إلى أهمية الوراثة في هذا السياق. تشير الدراسات التوأمية إلى أن القابلية الوراثية لهذا الاضطراب تبلغ حوالي 0.71.
رغم أن العينات الإحصائية المتاحة في هذه الدراسات محدودة، إلا أنها أظهرت دور العوامل الوراثية بالإضافة إلى تأثير العوامل البيئية.
في دراسة على النمط الأول من الاضطراب ثنائي القطب، كان معدل توافق الإصابة بين التوائم المتماثلة يبلغ حوالي 40% مقارنة بحوالي 5% في حالة التوائم غير المتماثلة.
وأظهرت الدراسات أيضًا أن توافق الأعراض بين النمط الأول والثاني من الاضطراب كان يبلغ حوالي 42% في التوائم المتماثلة مقابل 11% في التوائم غير المتماثلة.
هناك تشابه في النتائج مع الاكتئاب الأحادي القطب، حيث بلغت نسبة التوافق بين التوائم المتماثلة حوالي 67%، بينما بلغت 19% في التوائم غير المتماثلة.
قد تشير النسبة المنخفضة لتوافق الاضطراب لدى التوائم غير المتماثلة إلى محدودية التأثير البيئي، ولكن يجب أخذ حجم العينة الإحصائية المحدود في الاعتبار.
من ناحية أخرى، يمكن أن تلعب الهرمونات دورًا في أعراض هذا الاضطراب، حيث وُجِدَت علاقة بين هرمون الاستروجين والاضطراب ثنائي القطب لدى النساء.
المريض المصاب بالاضطراب ثنائي القطب يتجاوب مع نوبات الاكتئاب والهوس، وقد يمر أحيانًا بفترات من المزاج الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الفرد المصاب من أعراض الاكتئاب والهوس معًا خلال الحالات المختلطة، مثل فرط النشاط مع مزاج مكتئب.
أثناء فترة الاكتئاب، قد تشمل الأعراض ما يلي:
الشعور بالحزن واليأس والانفعال بشكل مستمر.
نقص الطاقة وصعوبة التركيز والتذكُّر.
الاحساس بالفراغ وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
الشعور بالذنب واليأس والتشاؤم.
عدم الثقة بالنفس والشعور بالهلوسة أو التفكير غير المنطقي.
فقدان الشهية وصعوبة النوم مع الاستيقاظ المبكر وأفكار انتحارية.
أما خلال فترة الهوس، فقد تشمل الأعراض:
الشعور بالسعادة المفرطة والتحدث بسرعة كبيرة.
الشعور بالطاقة الزائدة والأهمية الذاتية المبالغ فيها.
الاحساس بالأفكار الجديدة العظيمة والخطط المهمة.
الهلوسة والتفكير غير المنطقي وعدم الشعور بالحاجة للنوم والأكل.
في حالة الهوس الشديد أو الاكتئاب الشديد، قد يتطلب المرضى غالبًا الدخول إلى المستشفى، وحتى في حالة الهوس ذو الشدة الأقل، قد يكون الدخول إلى المستشفى ضروريًا إذا كانت هناك أفكار انتحارية.
أو محاولات للضرر الذاتي أو للآخرين، أو عدم القدرة على الاعتناء بالنفس، أو وجود مشاكل خطيرة أخرى مثل إدمان الكحول أو غيرها من اضطرابات تعاطي المخدرات.
يمكن معالجة معظم المصابين بالهوس الخفيف في العيادات الخارجية، لكن يصعب معالجة المرضى الذين يعانون من دورات سريعة. وبدون معالجة، يعاود الاضطراب ثنائي القطب التفاقم لدى معظم الأشخاص.
تتضمن المعالجة عادة:
الأدوية لتثبيت المزاج (مثبتات المزاج) مثل الليثيوم وبعض الأدوية المضادة للصرع.
الأدوية المضادة للذهان.
أنواع معينة من مضادات الاكتئاب
المعالجة النفسية.
التعليم والدعم.
العلاج بالتخليج الكهربي، والذي يستخدم أحيانًا عندما لا تكون مثبتات المزاج كافية لتخفيف الاكتئاب.
العلاج بالضوء، والذي يمكن أن يكون فعالًا في معالجة الاضطراب ثنائي القطب الموسمي، الذي يشترك في بعض الخصائص مع الاضطراب العاطفي الموسمي.
لعلاج اضطراب ثنائي القطب احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي