الشخصية النرجسية تتميز بالغرور والتكبر، وتختلف عن الثقة بالنفس حيث يفتقر أصحابها إلى الثقة بأنفسهم ويظهرون حساسية مفرطة تجاه الانتقادات.
- يتسمون بردود فعل غاضبة أو لا مبالاة تجاه التقييمات السلبية، مما يجعلهم عُرضة للاكتئاب.
- يتسمون بالاعتقاد المفرط بأهميتهم والشعور بالعظمة، مع عدم قدرتهم على التعاطف بسهولة مع الآخرين، ومع ذلك.. يظهرون العطف والاهتمام عندما يخدم ذلك مصالحهم.
- ويعانون من إحساس مفرط بالعظمة والجمال والذكاء بشكل غير واقعي.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
الجينات وعوامل البيئة يمكن أن تلعبا دورًا في ظهور اضطرابات الشخصية النرجسية.
تشير إحدى النظريات إلى أن مقدمي الرعاية قد يكون لديهم تأثير سلبي على تطور شعور الطفل بالذات، حيث قد يتفاعلون معه بطرق قد لا تساهم في بناء شعوره بالنفس بشكل مستقر.
على سبيل المثال، قد يتعرض الطفل لانتقادات حادة أو يُفرط في التحضير أو التحفيز بشكل غير ملائم من قبل مقدمي الرعاية.
تظهر لدى بعض الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية مزايا أو مواهب خاصة، ويصبحون معتمدين على تقدير وإعجاب الآخرين لربط صورتهم الذاتية وشعورهم بالذات بالإشادة والتقدير.
1- النرجسية العظمة (Grandiose Narcissism)
تشبه نرجسية العظمة المفهوم الأوسع للنرجسية. في سياق علم النفس، يُشير مصطلح العظمة إلى الشعور بالتفوّق الذي لا يمت للواقع بصلة. بمعنى آخر، تعبر نرجسية العظمة، المعروفة أيضًا بالنرجسية الصريحة أحيانًا، عن ميل شخصية ما إلى مبالغة في تقدير قدراتها، وإيمان غير واقعي بتفوقها وتميزها على الآخرين، مصحوبًا بشعور متضخم بالاحترام الذاتي.
ببساطة، يظهر الجانب العظيم في نرجسية العظمة عندما يُظهَر صاحبها صفات النرجسية، مثل الشعور بالاستحقاق، والتفاخر، والهوس بالذات، بشكل علني دون مراعاة لمشاعر الآخرين أو التعاطف معهم.
2- النرجسية الهشة (Vulnerable Narcissism)
تعرف أيضًا بالنرجسية الخفية، تختلف عن نظيرتها العظمى، حيث يظهر الفرد النرجسي بطابعٍ خجول ومنغمس في ذاته.
وفقًا للمجلة الأمريكية للطب النفس، يتسم النوع الخفي من النرجسية بتوليد شعور دائم بالحزن والحساسية المفرطة تجاه آراء وتقييمات الآخرين، مصحوبًا بشعور دائم بالغيرة. يتطلع الشخص الذي يعاني من هذا النوع من النرجسية إلى الاعتراف بقيمته من قبل الآخرين، ويتصرف بشكل دفاعي في مواجهة أي انتقاد يواجهه.
3- النرجسية الجسدية (Somatic Narcissism)
تُظهر أفرادها بأنهم يستمدون قيمتهم الشخصية من جمالهم وقوتهم ولياقتهم البدنية، حيث يتجلى ذلك في انغماسهم المفرط في إعتبار أجسادهم مصدرًا رئيسيًا لهويتهم.
يكون الأفراد الذين يعانون من هذا النمط من النرجسية مهوسين بجسمهم ومظهرهم الجسدي، حيث ينتقدون الآخرين بناءً على مظاهرهم الخارجية، وعادةً ما يتجاهلون احتياجات الآخرين، مما يؤدي إلى إيلاء أولوية لاحتياجاتهم الشخصية.
4- النرجسية الروحانية (Spiritual Narcissism)
تُظهر عندما يستخدم الأفراد النرجسيون الجوانب الروحانية في حياتهم لتبرير تصرفاتهم الضارة، وقد يلجأون إلى استخدام مصطلحات روحانية لإثارة الارتباك بين الآخرين.
يحتاجون إلى صورة خارجية تعكس الكمال للهروب من حالتهم الداخلية المكسورة، وبالتالي، يسعون إلى التلاعب بالآخرين وتقليل قيمتهم من الناحية الروحانية.
اختبر الآن: مقياس شخصيتك من هنا
من المتوقع أن يتعامل الفرد المصاب باضطراب الشخصية النرجسية كإنسان ذو مكانة مرموقة دون أن يكتسب الحق في ذلك، حيث يتميز بالمبالغة في وصف قدراته ومواهبه. يكون ذهنه مشغولًا بخيالات النجاح المطلق، والقوة، والذكاء، والجمال، وتحقيق الحب المثالي.
يعتقد بأنه فريد ومثالي، وأنه يمكن للأشخاص ذوي المناصب والمستويات العالية فقط أن يفهموه أو يصادقوه. يشعر بحاجته الملحة لجذب الانتباه وتلقي المزيد من الإطراء. يعيش بشعور بالصدارة والاستحقاق الذي لا يتناسب مع توقعاته غير المنطقية.
ينخرط في استغلال العلاقات الاجتماعية لتحقيق مكاسب شخصية، ويظهر قلة تعاطفه مع الآخرين. يشعر غالبًا بالغيرة من الآخرين ويعتقد أنهم يشعرون بالغيرة منه.
بسبب تشديد الاهتمام على المظهر والجمال الخارجي، يكون تكيفهم مع تقدم العمر ضعيفًا وسلبيًا، ويصبحون أكثر عرضة للاستمرار في الخوض في أزمات منتصف العمر بشكل سلبي.
اقرأ أيضا: اضطراب الشخصية التجنبية
على الرغم من الصورة القوية وثقة النفس والقدرة على التحكم في العلاقات التي قد يظهرها الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية.
إلا أن واقع الأمور يكشف عن شعور عميق بالنقص واضطراب في الشخصية. يظهر هذا الاضطراب في صورة نقاط ضعف يبذل جهدًا جبارًا لإخفاءها، بهدف الحفاظ على صورته الافتراضية أمامك، ويتلاعب بالسيطرة والإيذاء. ومع زيادة الفهم حول خبايا شخصيته، يزيد قدرتك على التعامل معه بشكل أفضل.
يعد أحد نقاط الضعف البارزة للشخصية النرجسية. يكمن هذا الخوف في اعتقادهم بأنفسهم كأفراد فريدون ومميزين أكثر منك، حتى يصبحوا يعتبرونك مدينًا لوجودهم في حياتك.
إذا كنت تتعامل مع شخص نرجسي أو ناجي من هذا النمط، قد لاحظت رفضه لتقدمك في الحياة، وبناء ثروتك الخاصة، والاعتماد على ذاتك، وتحقيق استقرارك المهني.
يكون الهدف الحقيقي للشخص النرجسي ليس استغلال هذا النجاح لصالحه، بل إنه يسعى إلى تدميره بسهولة تامة.
يُعَدُّ واحدًا من أبرز نقاط الضعف في الشخصية النرجسية، حيث يعكس انعدام الأمان والشعور بسهولة تهديد الآخرين لاحترام الذات لدى النرجسيين.
يميل الشخص النرجسي إلى تجاوز الإعجاب والمدح كبقية الأفراد، ولكن عند تلقيه للنقد، سيتجاوب بشكل عنيف سواء كان حقيقيًا أو متصورًا.
في هذه الحالة، يُظهِر الشخص النرجسي استجابة عدوانية تجاه النقد، حيث يُفَعِّل دماغه مجموعة من الأفكار المليئة بالحقد والرغبة في الانتقام.
يسعى النرجسي إلى الظهور بمظهر يتجاوز النقد، يسخر من المنتقدين، ويعتقد في نهاية المطاف أن شخصيته النرجسية كاملة وكمالها فوق النقد.
ومع ذلك، يظهر في النهاية أنهم يفتقرون إلى ملمح حقيقي من الداخل، وأن وجودهم يعتمد فقط على الإهانة والغضب.
تمثل سمة أساسية في الشخصية النرجسية، وهي إحدى نقاط الضعف التي تدفع الفرد النرجسي إلى التفاخر بإنجازاته من خلال المبالغة أو الكذب المباشر.
يرتبط هذا السلوك بارتفاع احترام الذات، حيث يقضي الشخص النرجسي وقتًا طويلاً في تعزيز ثقته الذاتية وتأكيد قيمته الشخصية، وفي نفس الوقت يتجاهل أو يحتقر الآخرين، ويقلل من قيمتهم، وذلك من خلال استخدام الكذب.
توجد طريقتان لعلاج اضطراب الشخصية النرجسية وهما:
يستند العلاج النفسي للشخصية النرجسية إلى الاعتراف بالسمات النرجسية كخطوة أساسية. يتمحور العلاج حول توجيه هذه السمات بشكل إيجابي، مع التركيز على تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي والتواصل الفعّال مع الآخرين.
يتضمن البرنامج تدريب المريض على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتعزيز قدرته على العطف وفهم مشاعر الآخرين. يمكن أيضاً اللجوء إلى العلاج النفسي الجماعي، الذي يسهم في تعزيز مهارات التعامل مع الآخرين والمشاركة الفعّالة في المجموعات.
في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الأدوية النفسية، مثل مثبتات المزاج، لتحسين سيطرة على التقلبات المزاجية التي تظهر عند أصحاب الشخصية النرجسية. كما يمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج الأعراض الثانوية المصاحبة لاضطراب الشخصية النرجسية.
اضطراب الشخصية النرجسية يُصنف عادةً كاضطراب نفسي وليس مرضًا عقلي. يتسم بنمط مستمر من التفكير والسلوك النرجسي، حيث يظهر الفرد بغرور شديد وحاجة ملحة للإعجاب، مع تقليل في التفاعل العاطفي مع الآخرين وفقدان القدرة على فهم مشاعرهم.
الفرد الذي يعاني من اضطراب النرجسية يتميز بالعدوانية تجاه الآخرين ويستمتع بتعذيبهم، ويشعر بالتلذذ عندما يتسبب في آلامهم دون أدنى شعور بالتعاطف.
تشير عوامل متنوعة إلى أسباب تكوين الشخصية النرجسية، حيث يشمل ذلك التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية، وتأثير تجارب الطفولة والتربية الخاطئة، إضافة إلى التحديات النفسية والعوامل الثقافية.
يعكس فهم هذه الديناميات المعقدة الأسباب المحتملة لظهور سلوكيات الشخصية النرجسية، والتي قد تختلف بشكل فردي بناءً على تجارب الفرد.