تنتشر ظاهرة هوس السرقة عند المراهقين بشكل واسع بين جميع فئات المجتمع، وتتنوع الدوافع والأسباب وراء ارتكاب هذا العمل الجريمي بين الأفراد المصابين بهذه الظاهرة.
فعادةً ما لا يكون السارق محتاجًا للغاية المادية أو النفسية للأشياء التي يسرقها، حيث يقوم في كثير من الأحيان بالتخلص منها أو يتجاهلها تمامًا.
يسلط هذا المقال الضوء على هوس السرقة عند المراهقين ، والفئات الأكثر عرضة للاصابة بها، بالإضافة إلى تقديم نصائح مهمة للتحكم في هذا الاضطراب والتخلص منه.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
تتجسّد الرغبة في الحصول على شيء ما لدى المراهق في السرقة، وذلك عندما يُرغب في امتلاك شيءٍ لا يستطيع الحصول عليه بطرق شرعية، سواء بسبب عدم توفّر المال أو عدم توفّر الشيء المُرغوب به في السوق. يتجلى هذا النوع من الرغبة في الاستيلاء على ممتلكات الآخرين بطريقة غير قانونية.
بعض المراهقين يؤكّدون على الاستقلالية من خلال السرقة، حيث يرونها وسيلة لتأكيد استقلاليتهم وعدم تبعيتهم لسلطة الكبار، إذ يشعرون بالقدرة على اتخاذ القرارات بحرية تامة دون أي قيود.
كما قد لا يرغب المراهقون في الاعتماد على الآخرين للحصول على ما يرغبون به، فبدلاً من ذلك يفضلون القيام بذلك بأنفسهم من دون أي مساعدة.
يمكن أن يُدفع بعض المراهقين إلى السرقة بحثًا عن الإثارة أو لاختبار حدود سلطة آبائهم، فقد يقومون بسرقة أشياء لا تكون ضرورية لهم أو لا يحتاجون إليها.
كما يمكن أن تكون السرقة وسيلة لجذب انتباه الوالدين أو الحصول على اهتمامهم، حيث يرى بعض المراهقين أن الحصول على الانتباه السلبي أفضل من عدم الحصول عليه.
من جهة أخرى، يمكن أن يُقبل المراهق على السرقة بناءً على الضغط الذي يتلقاه من الأصدقاء، إذ قد يقنعونه بأن السرقة ستجعله يبدو رائعًا بما يكفي للقبول والصداقة معهم.
قد يسعى المراهق أيضًا لشراء الممنوعات باستخدام المال المسروق، سواء لأسباب شخصية أو كوسيلة للانتقام من شخص معين.
عادةً ما يكون من الصعب تقدير نسبة الأشخاص المصابين بالهوس بالسرقة بدقة، نظرًا لأن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يتمتعون بقدرة على الخداع و ارتكاب السرقة بطرق سرية يصعب اكتشافها.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 4 - 24% من الأفراد المتواجدين في الأسواق قد يعانون من الهوس بالسرقة.
اقرأ ايضا: انواع اضطرابات الشخصية
الفئات التالية هي الأكثر عرضة للإصابة بالهوس بالسرقة:
1. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية مثل ازدواجية الشخصية، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية بشكل عام، وقد يكون هناك علاقة بين هوس السرقة والوسواس القهري.
2. الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في إفراز هرمون السيروتونين.
3. الأشخاص المدمنين، حيث يمكن أن تساعد السرقة في تعديل مستويات هرمون الدوبامين في الجسم، الذي يرتبط بالإدمان.
4. الأشخاص الذين يعانون من عدم توازن في المستقبلات الأفيونية في الدماغ، التي تلعب دوراً في ضبط دوافع الشخص حول رغبته بالقيام بأفعال معينة.
5. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالهوس بالسرقة.
6. الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث في الطفولة أدت إلى إصابات في الرأس والدماغ.
يجدر الإشارة إلى أن ثلثي الأشخاص المصابين بالهوس بالسرقة هم من النساء.
تتباين الدوافع والأسباب وراء ارتكاب فعل السرقة بين البالغين والأطفال والمراهقين. يقوم الأشخاص الذين ينتمون لهذه الفئة العمرية بسرقة الأشياء التي تكون عادةً بسيطة وذات قيمة مادية ضئيلة، مثل الأدوات في محيط عملهم أو في الأماكن العامة. يبرر بعضهم فعلتهم بأن هذه الأشياء تعتبر من حقوقهم ولا تتسبب في أي ضرر على أحد.
يتجه الأطفال دون سن الخامسة نحو سرقة الأشياء التي تشد انتباههم وتثير اهتمامهم، بينما يلجأ الأطفال في مراحل أعمارهم الأكبرى إلى السرقة لكي يلفتوا انتباه الأهل والأصدقاء، وعادةً ما يختارون الأشياء التي لا يحتاجون إليها بالضرورة.
وتشير الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين إلى أن تكرار فعل السرقة بين المراهقين قد ينجم عن مشاكل سلوكية وعاطفية تعاني منها الفترة المراهقة، سواء كانت نتيجة لمشاكل اجتماعية داخل المنزل أو بسبب عوامل وراثية.
وفي كلتا المرحلتين، تقع على عاتق الأهل دورًا مهمًا في توجيه سلوك الطفل ومساعدته على التخلص من هوس السرقة.
تجنب الاتهامات دون تحقق: يجب إجراء التحقيقات بعناية قبل توجيه الاتهام للمراهق بالسرقة، واستخدام الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك.
التواصل الهادئ والمتين: يمكن التعامل مع الموقف بقوة وحزمة، دون اللجوء إلى العنف أو الإهانة.
تجنب استخدام الألقاب: ينبغي تجنب استخدام ألقاب مسيئة مثل "لص"، وبدلاً من ذلك التركيز على رفض السلوك وتوضيح النتائج.
الاستماع إلى دوافعه: يجب محاولة فهم دوافع المراهق للسرقة ومناقشتها بشكل مفتوح.
تعريفه بأبعاد السرقة: من المهم أن يفهم المراهق الأثر النفسي والعاطفي للسرقة على الأسرة والمجتمع.
ضرورة إعادة المسروقات: يجب على المراهق إعادة المسروقات والتوجيه إلى المتجر أو إعادة الأشياء المسروقة.
تقديم تعويضات: يجب على المراهق تقديم تعويضات مادية ونفسية للأسرة وإظهار التزامه بتحسين سلوكه.
منح الثقة: يمكن منح المراهق الثقة لإتاحة الفرصة لتحسين سلوكه واتخاذ خطوات نحو التعديل.
توضيح العواقب: يجب توضيح العواقب الجادة لتكرار سلوك السرقة للمراهق.
تحديد العقوبات: يجب وضع عقوبات مناسبة للسرقة تكون تأديبية في البداية وتصبح أكثر جدية في حال تكرار السلوك.
لعلاج السرقة عند المراهقين احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي