يعد الاكتئاب السريري من أمراض العصر الحديث التي يعاني منها الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم وقدرتهم على الاستمتاع بالحياة.
مع زيادة انتشار الاكتئاب السريري وتأثيره السلبي على النفس البشرية، ظهرت مراكز الاستشارات النفسية كمساعدة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. ومن بين هذه المراكز، يأتي مركز مطمئنة كأكبر مركز للاستشارات النفسية على مستوى العالم.
يعتبر مركز مطمئنة الرائد في تقديم الرعاية النفسية والعلاج للأشخاص المصابين بالاكتئاب السريري. ومن خلال فريقه المهني وخبرته العالية، يسعى المركز إلى تحسين حياة الأشخاص المصابين وتعزيز قدرتهم على التعامل مع الحياة والاستمتاع بها.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
يُعد الاكتئاب حالة نفسية تتميز بالحزن المُستمر وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الإنجاز والشعور بالذنب والتشتت الذهني. يوجد العديد من أنواع الاكتئاب التي تشمل الاكتئاب القطبي، اضطراب المزاج الثنائي، واضطراب القلق الاكتئابي. يختلف كل نوع من هذه الأنواع في أعراضه وأسبابه وفتراته.
يُعرف الاكتئاب السريري بأنه حالة مزمنة تتسم بمشاعر الحزن واليأس التي تستمر لفترة طويلة وتمتد عدة أشهر. يمكن أن يظهر الاكتئاب السريري بأعراض متعددة تؤثر على الجسم والعقل والسلوك. قد يشعر الفرد بالإرهاق الشديد، وفقدان الشهية، وخسارة الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور بالاكتئاب العميق الذي لا يزول حتى في الأوقات التي يتعرض فيها لمواقف سارة.
يمكن أن يكون الاكتئاب السريري حالة صعبة جدًا تؤثر على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية والجودة العامة للحياة.
تعتبر العوامل الوراثية من أهم الأسباب المحتملة للإصابة بالاكتئاب السريري. فقد تكون هناك عوامل وراثية تؤثر في هرمونات الدماغ ونقل الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية غير طبيعية في الدماغ واختلال في التوازن النفسي. قد يكون لديك تاريخ عائلي مع الاكتئاب السريري المزمن، وهذا يزيد من احتمالية تطوره لديك.
بالإضافة إلى العوامل الوراثية، هناك أيضًا العوامل البيئية التي ترتبط بالاكتئاب السريري. قد يكون الإجهاد النفسي والصدمات العاطفية والتوترات الحياتية الكبيرة هي بعض العوامل التي تسهم في ظهور الاكتئاب السريري.
يعيش كثير من الأشخاص ظروفًا صعبة في حياتهم الشخصية أو المهنية مما يؤثر على حالتهم العقلية. علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب المشاكل الاجتماعية والعلاقات العاطفية ودعم الأصدقاء والأسرة دورًا في ظهور الاكتئاب السريري.
بالإضافة إلى الأسباب الوراثية والبيئية، هناك بعض العوامل الفسيولوجية التي تسهم في زيادة خطر الاكتئاب السريري. الاختلالات الهرمونية في الجسم، مثل انخفاض هرمون السيروتونين، يمكن أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب السريري.
وبعض المشاكل الصحية الأخرى مثل السمنة والأمراض القلبية والسكري واضطرابات النوم والإدمان يمكن أن تؤثر أيضًا على الحالة العقلية وزيادة خطر الاكتئاب.
تتنوع أعراض الاكتئاب السريري من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن تساعد في تشخيص هذا المرض.
يعاني المرضى من مزاج منخفض طويل الأمد، ويشعرون بالحزن والكآبة بشكل مستمر. تطال هذه الحالة المشاعر والأفكار الإيجابية وتؤثر على القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كان يستمتع بها الفرد في الماضي.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني المصابون بالاكتئاب السريري من فقدان الشهية والنوم غير الطبيعي. يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى فقدان الرغبة في الأكل والشعور بالاكتفاء بكميات صغيرة من الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المبكر صباحًا. يتجاوز هذا التأثير السلبي على نوعية النوم القدرة على الاسترخاء اللازمة لجسم الإنسان للتعافي والاستعادة.
علاوة على ذلك، يلاحظ المرضى الذين يعانون من الاكتئاب السريري ضعفًا عامًا في الطاقة والتراجع في القدرة على التركيز واتخاذ القرارات. يجد الفرد صعوبة في النجاح في مهامه اليومية سواء في العمل أو في المدرسة. يتجاوز هذا الشعور بالإرهاق العادي ويؤثر سلبًا على جودة الحياة ومستوى الإنتاجية.
اقرأ ايضا: كيفية التعامل مع مريض الاكتئاب
هناك عدة معايير يتم اعتمادها لتشخيص الاكتئاب السريري. يشمل التشخيص المحتمل إجراء مقابلات مع المرضى لاستجواب الأعراض النفسية والجسدية التي يعانون منها. يُطلب من المرضى وصف شعورهم وتوضيح الأفكار السلبية التي تراودهم بانتظام.
علاوة على ذلك، قد يتم استخدام استبيانات قائمة على الأعراض النفسية لتقييم الحالة بدقة أكبر. يمكن أن يشمل ذلك تعبئة استمارات مصممة خصيصاً لتقييم الاكتئاب، مثل اختبارات "بيكسيا" أو "هاميلتون". يعتمد هذا النوع من التشخيص على التقييم الشامل للأعراض المرتبطة بالاكتئاب السريري لكي يتم تأكيد هذا التشخيص بثقة.
بعد التشخيص الصحيح، يجب على الفرد الذي يعاني من الاكتئاب السريري أن يلتزم بالعلاج المناسب. يمكن أن تشمل الخطة العلاجية عدة جوانب، بما في ذلك العلاج الدوائي والعلاج النفسي.
تعتمد العلاجات الدوائية على وصف الأدوية المضادة للاكتئاب التي تساهم في تحسين حالة المريض واستعادة التوازن الكيميائي في الدماغ. بالإضافة إلى العلاج الدوائي، ينصح الأطباء عادة بالعلاج النفسي للمساعدة في إدارة الأعراض والتعامل مع الأفكار السلبية.
في الختام، يعد الاكتئاب السريري من المشاكل النفسية الشائعة في العصر الحديث، ويحتاج الأفراد المصابون به إلى الدعم والعلاج المناسب. ومركز مطمئنة يوفر البيئة المناسبة والأخصائيين المؤهلين لتلبية احتياجات الأفراد المصابين بهذا الاضطراب النفسي الشائع.
لعلاج الاكتئاب السريري احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي