الاكتئاب والمعروف أيضًا باسم الاضطراب الاكتئابي الرئيسي أو الاكتئاب السريري، هو اضطراب مزاجي يتميز بمزيج من الأعراض مثل الحزن المستمر أو فقدان الاهتمام بالحياة
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
الاكتئاب يمكن أن يستمر لفترات متفاوتة اعتمادًا على عدة عوامل مثل شدة الحالة، نوع الاكتئاب، والعلاج المتبع. فبعض الأشخاص قد يعانون من الاكتئاب لأسابيع قليلة فقط، بينما قد يمتد لفترات أطول لدى آخرين.
الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط: قد يتحسن بمرور الوقت مع العلاج المناسب، سواء كان ذلك من خلال الجلسات النفسية أو الأدوية. في هذه الحالات، قد تستمر الأعراض لعدة أشهر قبل أن تبدأ في التحسن.
الاكتئاب الشديد: يحتاج عادة إلى علاج مكثف وقد يستغرق وقتًا أطول للتحسن. في هذه الحالات، يتم اللجوء إلى الأدوية والعلاج النفسي، وفي بعض الأحيان يتم استخدام علاجات أخرى مثل العلاج بالصدمات الكهربائية.
الاكتئاب المزمن: هذا النوع يمكن أن يستمر لسنوات إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، مما يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير.
الإصابة السابقة بالاكتئاب تزيد بالفعل من خطر الإصابة به مرة أخرى، لكن هذا لا يعني أن كل من تعافى من الاكتئاب سيصاب به مجددًا. أحيانًا يظهر الاكتئاب نتيجة لحدث مهم في الحياة أو بسبب مرض، أو نتيجة مزيج من العوامل المحددة لمكان وزمان معينين.
الحصول على العلاج المناسب و بالمدة اللازمة هو أمر ضروري للتعافي ومنع أو اكتشاف الاكتئاب في المستقبل.
إذا لم يتم علاجها فإن أنواعًا مختلفة من الاضطرابات الاكتئابية يمكن أن تستمر لسنوات. يتميز الاكتئاب الحاد بمجموعة من الأعراض التي تدوم لأكثر من أسبوعين وقد تستمر لعدة شهور.
يستمر الاكتئاب الموسمي عادة طوال أشهر الشتاء ويتحسن مع قدوم الربيع والصيف. يتميز الاضطراب ثنائي القطب بفترات من الشعور بـالارتفاع (الهوس) وفترات من الانخفاض (الاكتئاب الشديد). على الرغم من أن هذه التغيرات قد تكون قصيرة أو طويلة الأمد، فإن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يستمر حتى يتم العثور على العلاج المناسب.
الاكتئاب الجزئي، أو الديستيميا، هو حالة أقل حدة ولكنه أصعب في التشخيص، وقد يستمر لسنوات إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.
اقرأ ايضا: كيف تكون نوبات الاكتئاب
تتنوع أسباب الاكتئاب ويمكن أن تشمل عدة عوامل وفقًا لكليفلاند كلينيك:
تغير في كيمياء الدماغ: قد تؤدي التغيرات في المستويات الكيميائية للدماغ إلى الاكتئاب ويمكن أن يلعب اختلال التوازن الكيميائي في الناقلات العصبية مثل السيروتونين دورًا ولكن غالبًا ما تكون الأسباب أكثر تعقيدًا.
الجينات: إذا كان لديك قريب يعاني من الاكتئاب، فقد تكون عرضة أكثر للإصابة به.
أحداث الحياة: يمكن أن يسبب الإجهاد وفاة أحد الأحباء الأحداث المزعجة (الصدمة) والعزلة ونقص الدعم الاجتماعي الاكتئاب.
اضطراب الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder)
يتميز هذا النوع بأعراض شديدة تستمر لفترة تزيد عن أسبوعين، مما يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.
الاكتئاب ثنائي القطب (Bipolar Depression)
يتسم المصابون بهذا الاضطراب بفترات متناوبة من الحالة المزاجية المنخفضة وفترات عالية الطاقة أو الهوس. خلال الفترات المنخفضة، قد يعانون من أعراض الاكتئاب مثل الشعور بالحزن أو اليأس أو نقص الطاقة.
اكتئاب ما حول الولادة وبعدها (Perinatal and Postpartum Depression)
يشير اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة إلى الاكتئاب الذي يحدث خلال فترة الحمل وحتى عام واحد بعد الولادة. غالبًا ما يُشار إلى هذا النوع باسم اكتئاب ما بعد الولادة.
اضطراب الاكتئاب المستمر (Persistent Depressive Disorder)
المعروف أيضًا باسم اضطراب المزاج (Dysthymia)، يتميز هذا النوع بأعراض أقل حدة من الاكتئاب الشديد، لكنه يستمر لمدة عامين أو أكثر.
الاضطراب المزعج السابق للحيض (Premenstrual Dysphoric Disorder)
هو شكل حاد من اضطراب ما قبل الحيض ويصيب النساء في الأيام أو الأسابيع التي تسبق فترة الحيض، مما يسبب أعراض اكتئاب شديدة.
الاكتئاب الذهاني (Psychotic Depression)
يعاني المصابون بهذا النوع من أعراض اكتئاب شديدة مصحوبة بأوهام أو هلوسات. الأوهام هي معتقدات غير واقعية، بينما تشمل الهلوسات رؤية أو سماع أو الشعور بأشياء غير موجودة.
الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal Affective Disorder)
يبدأ هذا النوع من الاكتئاب عادة في أواخر الخريف وبداية الشتاء، وغالبًا ما يختفي خلال فصلي الربيع والصيف.
اقرأ ايضا: أعراض الاكتئاب الجسدية عند الرجال
تختلف مدة علاج الاكتئاب الحاد من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل قد تؤدي إلى تقصير أو إطالة فترة العلاج وتشمل هذه العوامل:
الالتزام بخطة العلاج:
التحسن من الاكتئاب يتطلب وقتًا، ومن الضروري الالتزام بجميع جوانب خطة العلاج، بما في ذلك الجلسات والأدوية. من المهم عدم التوقف عن العلاج بمجرد الشعور بتحسن طفيف، حيث قد يؤدي ذلك إلى عودة أعراض الاكتئاب أو ظهور أعراض انسحابية إذا كانت للأدوية آثار جانبية.
التوقف عن تعاطي المخدرات والكحول:
يساهم الامتناع عن المخدرات والكحول بشكل كبير في تقصير مدة العلاج. يرتبط الاكتئاب غالبًا بتعاطي هذه المواد، والتي تؤدي إلى تفاقم الحالة وتجعل العلاج أكثر صعوبة. الامتناع عنها يعزز فعالية العلاج.
استجابة الجسم للعلاج:
استجابة الجسم للعلاج تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مدة العلاج وتختلف استجابة الجسم مع تقدم العمر، حيث قد يكون الشفاء أبطأ في المراحل المتقدمة من العمر مقارنة بنوبات الاكتئاب السابقة.
السيطرة على التوتر:
التوتر الناجم عن مشكلات مثل العلاقات الشخصية، الضغوط المالية، وعدم الرضا عن الحياة المهنية يمكن أن يبطئ من فعالية العلاج. من الضروري عزل المريض عن مصادر التوتر واستخدام تقنيات مثل اليوغا، التأمل، اليقظة، والاسترخاء التدريجي للعضلات، أو تدوين اليوميات للحد من التوتر.
تحسين جودة النوم:
قلة النوم والأرق يمكن أن يعوقا علاج الاكتئاب ويطيلان مدة التعافي. جودة النوم تؤثر على المزاج، مستوى الطاقة، التركيز، والقدرة على تحمل الإجهاد، مما يؤثر على سرعة الاستجابة للعلاج. إذا كنت تواجه مشكلات في النوم، فمن المستحسن تحسين روتين النوم أو استشارة الطبيب.
ممارسة التمارين الرياضية:
ممارسة الرياضة بانتظام أثناء علاج الاكتئاب الحاد تساهم في تسريع عملية العلاج. النشاط البدني حتى لو كان بسيطًا مثل المشي، يقلل من التوتر، يحسن النوم، ويعزز الحالة المزاجية، مما يجعل العلاج أكثر فعالية وسرعة.
الاكتئاب يُعد من الأمراض المعقدة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا من الشخص لتحقيق الشفاء الكامل. ولكن هل يعود الاكتئاب بعد العلاج؟
قد يثير الاكتئاب القلق بشأن احتمال عودة الأعراض بعد العلاج. دعونا نستعرض ما يعنيه هذا الأمر وكيفية التعامل معه.
عودة الاكتئاب تعني ظهور الأعراض من جديد أو ازدياد شدتها خلال فترة التعافي أو بعد انتهائها. للأسف الإجابة على سؤال "هل يعود الاكتئاب بعد العلاج؟" هي نعم. هناك العديد من الحالات التي تشهد عودة أعراض الاكتئاب في غضون 6 أشهر من النوبة الأولى، وقد تعود الأعراض بعد بضعة أسابيع فقط. يُذكر أن عودة الاكتئاب شائعة بشكل خاص بعد النوبات الشديدة.
تتضمن أعراض عودة الاكتئاب ما يلي:
الشعور بالحزن أو الفراغ أو فقدان الأمل أو عدم الشعور بأهمية الذات لمدة تزيد عن أسبوعين.
الرغبة في العزلة الاجتماعية، والانسحاب من المناسبات.
تغيرات في نمط النوم والشعور بالإرهاق، مثل الاستيقاظ في منتصف الليل أو النوم لساعات مفرطة.
آلام جسدية غير مبررة لا تزول بالرغم من العلاج، مثل آلام الظهر أو الصدر أو الأطراف.
تغيرات في الشهية، سواء بزيادة الرغبة في تناول الطعام أو بفقدانها.
صعوبة في التركيز، وظهور أفكار انتحارية.
أسباب عودة الاكتئاب تتفاوت بين الأفراد، وعادة ما تكون شخصية. من هذه الأسباب:
عدم الالتزام بالعلاج بشكل صحيح:
معظم حالات عودة الاكتئاب ناتجة عن التوقف المبكر عن العلاج مع بدء تحسن الأعراض، مما يمنع الشفاء الكامل ويؤدي إلى عودة الأعراض تدريجيًا.
فقدان شخص عزيز:
الحزن على فقدان شخص مقرب يعد استجابة طبيعية، لكن استمرار هذا الحزن لفترة طويلة قد يؤدي إلى عودة الاكتئاب. السفر أو الطلاق قد يسببان أيضًا هذا الشعور.
التعرض لأحداث صادمة:
الكوارث الطبيعية أو المشكلات الكبيرة مثل الحروب والحرائق والزلازل يمكن أن تثير عودة الاكتئاب.
اختلال التوازن الهرموني:
الهرمونات تتحكم في كيمياء الدماغ، وبالتالي في المشاعر. عودة الاكتئاب قد تحدث خلال فترات مثل المراهقة، الحمل، بعد الولادة، أو عند انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية.
العلاج الدوائي:
باستخدام مضادات الاكتئاب مثل بيوبروبيون (Bupropion)، سيتالوبرام (Citalopram)، أو فلوكسيتين (Fluoxetine).
العلاج بالصدمات الكهربائية:
يتم تمرير تيار كهربائي عبر الدماغ لإحداث تغييرات كيميائية تساعد في التخلص من المشاعر السلبية.
العلاج النفسي:
يمكن استخدام الإرشاد النفسي بأنواعه المختلفة، مثل العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد في تغيير الأفكار والمعتقدات المتعلقة بالاكتئاب، أو العلاج التفاعلي لفهم المشكلات التي تنشأ عن الاكتئاب.
لعلاج الاكتئاب احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي