الكبت النفسي المنخفض (بالإنجليزية: Low Latent Inhibition) هو حالة نفسية معقدة وشديدة الخطورة تؤدي إلى زيادة حساسية الحواس البشرية، حيث تصبح الحواس قادرة على التقاط أدنى الحركات والأصوات التي لا يمكن للإنسان العادي ملاحظتها أو سماعها، مما يجعل العقل يستجيب بشكل مكثف لهذه المؤثرات الخارجية.

عندما يصيب الكبت النفسي المنخفض الإنسان العادي، فإنه قد يؤدي إلى تلف الخلايا والأعصاب العقلية ومن ثم الجنون. أما في حالة الأشخاص ذوي الذكاء العالي، فقد يمكنهم استيعاب هذه المؤثرات، مما قد يقودهم إلى مستوى من العبقرية.

ما هو الكبت النفسي المنخفض ؟

الكبت النفسي المنخفض ليس اضطرابًا عقليًا، بل هو سمة شخصية تمنح بعض الأشخاص قدرة فريدة على استيعاب المثيرات والمعلومات. وبما أن الكبت النفسي المنخفض هو عملية تعليمية، فإنه يمكن اعتباره كأحد العوامل التي قد تؤدي إلى حدوث اضطراب عقلي أو زيادة الإبداع والعبقرية.

 العديد من الأشخاص يمكنهم التحكم في تدفق المعلومات والمثيرات إلى العقل من خلال تجاهلها، ولكن من يعانون من الكبت النفسي المنخفض لا يستطيعون فعل ذلك، مما قد يزيد من عبقريتهم أو يؤدي إلى حدوث اضطرابات ذهانية، وذلك بناءً على قدراتهم العقلية ومستوى ذكائهم.

 الأفراد ذوو الذكاء العالي والقدرات الذهنية المتفوقة يميلون إلى التأقلم مع هذا الوضع ويصبحون عباقرة، بينما قد يصاب الأفراد ذوو القدرات العقلية المتوسطة أو المنخفضة باختلالات عقلية.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب.

اقرأ  ايضا: تخلص من الرهاب الاجتماعي في 7 ايام

أسباب الكبت النفسي المنخفض :

• تتعدد أسباب الكبت النفسي المنخفض، من أبرزها الوحدة وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر، والشعور بالظلم، والعزلة المستمرة. هذه العوامل تجعل الإنسان يتأمل في كل ما حوله، مما يحوله إلى موسوعة من المعلومات.

•  الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يتذكرون كل ما يحدث لهم، وعندما يتكرر الموقف، يتمكنون من التعامل معه بشكل جيد بفضل قدرتهم على التقاط التفاصيل الدقيقة التي قد لا يلاحظها الآخرون، ولكن هذا قد يؤثر على نشاط المخ، مما قد يؤدي في النهاية إلى الجنون.

• من الناحية العلمية، يعتقد العلماء أن هذه الحالة ناتجة عن زيادة في مستوى الدوبامين، وهو أحد النواقل العصبية في الدماغ. كما يمكن أن يحدث خلل في النواقل العصبية الأخرى مثل السيروتونين، الجلوتامات (Glutamate)، والأستيل كولين (Acetylcholine). 

• هذا الخلل يؤدي إلى تشابه كبير بين هذه الحالة وبعض الاضطرابات العقلية الأخرى مثل الفصام، الاضطراب ثنائي القطب، وبعض أنواع الاكتئاب، واضطراب التشتت الذهني.

كيفية معرفة مريض الكبت النفسي المنخفض:

يمكن التعرف على المريض بالكبت النفسي المنخفض من خلال استجابته الدورية للمؤثرات الخارجية. يقوم عقل المريض بمحاولة التخفيف من حدة المؤثرات القوية، مثل الصوت العالي لصفارة الإنذار، عن طريق إغلاق أذنيه لتقليل تأثيره إلى مستوى يمكن للإنسان العادي تحمله.

كذلك، يظهر المريض انتباهًا شديدًا لأدنى العمليات الفيزيائية التي تحدث في البيئة المحيطة به، مثل الاحتكاك، والانزلاق، والتلامس، وغيرها من المؤثرات التي قد لا ينتبه إليها الأشخاص العاديون.

مخاطر الإصابة بالكبت النفسي المنخفض

تتفاوت مخاطر الكبت النفسي المنخفض بناءً على درجة ذكاء الشخص المصاب. الإنسان العادي، الذي يتمتع بذكاء متوسط، قد يجد صعوبة في التعامل مع سيل المعلومات والمحفزات الحسية المتدفقة بشكل مستمر.

 هذا يمكن أن يؤدي إلى اختلال عقلي، وتلف الخلايا والأعصاب، والذهان، ومن ثم الجنون الكامل.

أما الأشخاص ذوو الذكاء العالي، فإنهم غالباً ما يتمكنون من التكيف مع هذه المؤثرات المستمرة. بفضل قدرتهم على التأقلم، تزداد لديهم القدرة على التحليل والاستنتاج والإبداع، مما قد يجعلهم عباقرة بقدرات عقلية خارقة.

هل الكبت النفسي المنخفض له علاج؟

الكبت النفسي المنخفض ليس اضطرابًا نفسيًا تقليديًا، بل هو سمة شخصية تؤثر على كيفية معالجة الشخص للمعلومات والمحفزات الحسية. لهذا السبب، "العلاج" التقليدي قد لا يكون مناسبًا، لكن هناك استراتيجيات يمكن اتباعها للتعامل مع تأثيراته.

استراتيجيات للتعامل مع الكبت النفسي المنخفض :

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

   • يساهم في تطوير استراتيجيات للتكيف مع التدفق الكبير للمعلومات الحسية.

   • يساعد في تحسين مهارات التفكير وإدارة التوتر والقلق.

2. التدريب على الانتباه الكامل (Mindfulness Training):

   • يعزز التركيز ويساهم في تقليل الشعور بالإرهاق الناتج عن التحفيز الزائد.

3. تطوير مهارات التأقلم:

   • يشمل تنظيم البيئة لتقليل التحفيز الزائد، مثل استخدام سدادات الأذن أو خلق مساحة هادئة.

4. ممارسة التمارين الرياضية:

   • تسهم في تقليل التوتر وتحسين الصحة العقلية بشكل عام.

5. الحصول على الدعم الاجتماعي:

   • يمكن أن يكون دعم الأصدقاء والعائلة مفيدًا في التعامل مع التحديات المرتبطة بالكبت النفسي المنخفض.

العلاجات الدوائية :

في بعض الحالات، قد تكون الأدوية النفسية مفيدة، خاصة إذا كانت هناك أعراض مصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب. يمكن أن يشمل ذلك مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.

من الضروري التحدث مع أخصائي نفسي أو طبيب نفسي لتحديد أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع هذه الحالة بناءً على الظروف الفردية.

لعلاج الكبت النفسي المنخفض  احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي