اضطراب القلق المعمم " اضطراب القلق العام" هو اضطراب يتميز بنمط من القلق المفرط والمستمر، حيث يشعر المصاب بالقلق بشكل غير منطقي تجاه كل الأمور دون وجود سبب واضح يبرر ذلك القلق. يتسبب هذا القلق في التأثير على معظم أوقات الشخص وصعوبة السيطرة عليه. يترافق اضطراب القلق المعمم مع أعراض جسدية مثل تشديد العضلات والتهيج وسرعة الانفعال واضطراب النوم.
يمكن التفريق بين اضطراب القلق المعمم وبين القلق الطبيعي، حيث أن اضطراب القلق المعمم يؤثر سلبًا على مختلف جوانب الحياة ويسبب الكثير من الضغوط على المصاب، بينما القلق الطبيعي يكون متناسبًا مع الظروف ويمكن تحديد أسبابه بوضوح.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
يتراوح معدل انتشار اضطراب القلق المعمم بين 3 إلى 8٪، ويرتفع معدل إصابة النساء بضعف معدل إصابة الرجال، لكن يبقى معدل النساء والرجال الذين يلتحقون بالعلاج متساويًا. تشير الإحصائيات إلى أن 25٪ من زوار عيادات اضطرابات القلق يعانون من اضطراب القلق المعمم، وعادةً ما تبدأ الأعراض في فترة المراهقة المتأخرة والرشد المبكر.
يعاني ما بين 50 إلى 90٪ من المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم من اضطرابات نفسية أخرى. من بين هذه الاضطرابات، يعاني 25٪ منهم من اضطراب الهلع، ويظهر الاكتئاب الحاد بنسبة عالية أيضًا في هذه الفئة من المصابين.
يتطلب تشخيص اضطراب القلق المعمَّم تقييمًا من الطبيب بناءً على المعايير النوعية التالية:
1. يجب أن يعاني الفرد من مستوى مفرط من القلق أو الانشغال، الذي يكون موجودًا في معظم الأيام، لكن ليس لمدة تتجاوز 6 أشهر.
2. يجب أن يُلاحَظ هذا القلق في عدة أنشطة وأحداث مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يظهر لدى الفرد ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية:
قبل تأكيد تشخيص اضطراب القلق المعمَّم، يقوم الأطباء بإجراء فحص سريري، وقد يطلبون اختبارات الدم أو اختبارات أخرى لضمان أن الأعراض ليست ناجمة عن اضطراب جسدي أو استخدام أدوية معينة.
تم صياغة معايير اضطراب القلق العام وفقًا للإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في عام 2013، على النحو التالي:
1. وجود مستوى مرتفع من القلق أو التوتر لمدة تزيد عن ستة أشهر، حيث يكون هذا القلق حاضرًا بشكل مستمر وبشكل شامل في حياة الفرد وأنشطته المختلفة.
2. عدم القدرة على السيطرة على الأعراض المرتبطة بالقلق.
3. تواجد ثلاثة من الأعراض التالية، مع العلم أنه يُشترط وجود عرض واحد على الأقل في حالة الأطفال:
- القلق المفرط.
- الإرهاق السريع.
- صعوبات في التركيز.
- الاستياء أو التوتر.
- توتر العضلات.
- مشاكل في النوم.
4. تأثير الأعراض على الأداء اليومي والوظيفة العامة للفرد.
5. استبعاد أسباب أخرى للأعراض، مثل الأدوية أو الحالات الطبية الأخرى.
6. عدم تطابق الأعراض بشكل أفضل مع اضطراب نفسي آخر مثل اضطراب الهلع.
7. لم تطرأ تغييرات رئيسية على تشخيص اضطراب القلق العام منذ نشر إصدار DSM-IV-TR، باستثناء تعديلات طفيفة في صياغة معايير التشخيص.
يركّز العلاج المعرفي على إعادة تشكيل الأفكار المشوهة وتصحيحها، بينما يركز العلاج السلوكي على التعامل مع الأعراض الجسدية من خلال تقنيات الاسترخاء والتغذية بالارتجاع البيولوجي.
تُعتبر الاضطرابات النفسية صعبة في التنبؤ بها، ولكن هناك العديد من التقنيات المتاحة للمساعدة في تقليل مستوى القلق والتحكم فيه. وقد وجد العديد من الأشخاص تجربة سهولة وراحة من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء، والتنفس العميق، والتأمل.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تجنب استهلاك الكافيين في الوقاية من اضطراب القلق العام. ومن المهم أيضًا تجنب التدخين لأنه يمكن أن يقلل من احتمالية تطوّر اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطراب القلق العام.
لعلاج القلق المعمم احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي