عندما تبدأ في فقدان الشغف بكل ما حولك، خاصةً الأمور والأنشطة التي كنت تستمتع بها وتقوم بها يوميًا، فإن حياتك تصبح أكثر تعقيدًا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالإحباط واللامبالاة، مما يجعلك غير مستعد للقيام بأي شيء. ربما كانت هناك أمور كنت تهتم بها سابقًا، لكن الآن تفتقر إلى الطاقة والدافع للقيام بها وإتمامها.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
فقدان الشغف يمكن أن يضعك في حالة سلبية صعبة التخلص منها، مما يؤدي إلى تجنب الاختلاط بالآخرين والمشاركة في الأنشطة التي كنت تستمتع بها والتي كانت تخفف من توترك وقلقك. هذا يؤثر سلبًا على علاقاتك الشخصية، وينعكس على صحتك الجسدية والنفسية، وعلى أدائك في العمل أو المدرسة، مما يزيد من مستويات القلق والاكتئاب لديك.
فقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة اليومية المعتادة يُعد من الأعراض الرئيسية للاكتئاب، حيث يعزى السبب غالبًا إلى انخفاض مستويات السيروتونين، ولكن يمكن أن ينجم عن حالات أخرى مثل القلق، و اضطراب ثنائي القطب، و اضطراب الفصام، و التوتر، و الإرهاق، و مشاكل العلاقات، أو أداء أنشطة مملة.
1. الإرهاق: عندما نبذل مجهودًا كبيرًا لفترة طويلة دون أن نحصل على الإنجازات الملموسة، قد نفقد الحافز للمواصلة.
2. غياب التقدير: عدم الحصول على التقدير المناسب يمكن أن يقلل من دافعنا للاستمرار في الجهود التي نبذلها.
3. الإجهاد الجسدي والنفسي: يؤثر الإجهاد الناتج عن العمل أو العلاقات الشخصية بشكل سلبي على حافزنا، مما يجعلنا نفقد الشغف.
4. التغيرات الحياتية: مثل الانفصال عن الشريك أو التنقل بين البلدان، يمكن أن يؤدي إلى فقداننا للحافز.
5. التجارب السلبية: العيش في بيئة تحيطنا بالعقبات والمشاكل يمكن أن يؤثر سلبًا على دافعنا و حافزنا.
6. الصدمات العاطفية: مثل فقدان شخص عزيز علينا، يمكن أن تؤدي إلى خسارة الحافز والشغف.
7. تغيير القناعات: عندما نغير قناعاتنا و أولوياتنا، قد يتبدل حافزنا لمواصلة بعض الأنشطة.
هذه العوامل تسهم في إضعاف حافزنا وتجعلنا نفقد الشغف في الأمور التي كنا نستمتع بها مسبقًا.
على الرغم من الانهيار النفسي الذي يجعلك لا ترغب سوى في الجلوس دون حراك أو تفكير، إلا أنك في عمق قلبك تتمنى لو أخذ أحدهم بيدك نحو التشافي بدون مجهود منك. دعنا نقف معًا لنصل إلى علاج فقدان الشغف بشجاعة، وإليك بعض الحلول:
- الخطوة الأولى نحو التعافي هي التخلص من كل ما يسبب السم في نفسك ويثبتك في مكانك. ابدأ بالابتعاد عن الأمور والأشخاص والأماكن التي تؤثر سلبًا عليك، سواء في العمل أو بين الأصدقاء، وابحث عن حلول توفر لك الوقت للاستمتاع بما هو أفضل بدلاً من الانغماس في المصادفات السلبية. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الحل ببساطة الاستراحة أو التفكير في إيجاد فرص أخرى إذا كنت تعاني من التعب في العمل.
- بعد التخلص من المؤثرات السلبية ستبدأ نفسيتك بالتعافي تدريجيًا. من هنا عليك العمل بجدية على تعزيز الحافز الداخلي، وتشجيع نفسك على القيام بما تحبه حقًا وما يعزز من تغيير نفسيتك بشكل إيجابي. تذكر دائمًا هدفك الرئيسي والطاقة التي تسعى لإعادة إحياء الحياة داخلك.
- يمكن أن يكون فرط التفكير مدمرًا للغاية حيث يمنعك من الراحة حتى أثناء النوم، مما يؤدي إلى اضطرابات مستمرة وشعور بالضيق. إذا كانت هذه المشكلة تؤثر عليك فعليك أن تبحث عن حلول فورية ببساطة، التفكير المفرط والتوتر لن يؤديان إلى أي شيء سوى الاكتئاب وفقدان الشغف دون أي تقدم.
- حاول أن تقنع نفسك أن أحلامك وأهدافك ليست معقدة ويمكن تحقيقها ببساطة. ابدأ بخطوات صغيرة نحو تحقيقها مثل ممارسة الهوايات المفضلة لديك أو التفكير في كيفية تحسين نمط حياتك بشكل عام.
بالتركيز على هذه النقاط ستكون قد بدأت رحلة الشفاء والعودة إلى الحياة بشكل أكثر إيجابية وحيوية.
اقرأ ايضا: كيف تكون نوبات الاكتئاب
هل فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب؟ هذا السؤال يثير الكثير من التساؤلات، لكن هناك اختلافات مهمة بين الاثنين:
1. الأعراض المتشابهة: هناك العديد من الأعراض المشتركة بين الاكتئاب وفقدان الشغف مثل الرغبة في الانعزال، والشعور بالملل، والتفكير التشاؤمي، وضعف التركيز، والأرق.
2. فقدان الشغف كعرض للاكتئاب: يمكن أن يكون فقدان الشغف أحد أعراض الاكتئاب، حيث يختلف الاثنان في الأسباب والطرق المتبعة للعلاج، لكنهما قد يتداخلان في بعض الحالات.
3. فقدان الشغف ليس اضطرابًا عقليًا: بينما يُعتبر الاكتئاب اضطرابًا نفسيًا يتطلب علاجًا دوائيًا، يمكن أن يكون فقدان الشغف مرحلة طبيعية في حياة الإنسان نتيجة للظروف والضغوط التي يواجهها.
4. العلاج المختلف: يُعالج الاكتئاب بالعلاجات الدوائية والجلسات النفسية، بينما يتطلب فقدان الشغف غالبًا استراتيجيات بسيطة مثل زيادة الثقة بالنفس واستعادة الشغف بالأنشطة المفضلة.
5. النتيجة المحتملة: بينما قد يحول الاكتئاب في بعض الحالات إلى إبداع، حيث يدفع المصاب للتعبير بشكل إبداعي، يمكن أن يشعر من يعانون من فقدان الشغف بالفراغ الداخلي وعدم القدرة على القيام بأي شيء.
في النهاية الاكتئاب حالة قابلة للعلاج تعود إلى ظروفها أو يتم التعامل معها بإيجابية، بينما فقدان الشغف قد يكون رد فعل طبيعي على التحديات الحياتية ويحتاج إلى استراتيجيات بسيطة للتغلب عليه.
لعلاج فقدان الشغف احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي