من التحمّس الشديد إلى الاكتئاب العميق، ومن العناد والهيجان إلى اللامبالاة، هذه هي الحالات المتطرّفة المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب، المعروف سابقًا بالهَوَس الاكتئابي. يُعرف هذا الاضطراب بعدم استقرار المزاج ويمكن أن يكون خطيرًا للغاية، مما يمثّل تحدًا كبيرًا في الحياة اليومية.
ويُعرف اضطراب ثنائي القطب أيضًا باسم مرض الهَوَس الاكتئابي، حيث يظهر التصرف الهَوَسي المتطرّف في طرف الاضطراب، بينما يظهر الاكتئاب الشديد في الطرف الآخر.
يمكن أن تدوم التغيرات المزاجية المتطرفة في اضطراب الهوس الاكتئابي لفترات تصل إلى أسابيع أو حتى عدة أشهر، مما يؤثر سلبًا على قدرة الأفراد الذين يعانون منها على التحكم في حياتهم اليومية، ويمكن أن تؤثر أيضًا على أفراد العائلة والأصدقاء القريبين.
تشير الأبحاث الحديثة المتعلقة بالموضوع إلى أن اضطراب الهوس الاكتئابي يترافق مع مجموعة كبيرة من الأعراض، مما يجعله صعب التشخيص في بعض الأحيان، ويزداد سوءً إذا لم يتم علاجه.
من المعروف أن نسبة الانتحار تكون مرتفعة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، ولكن باستخدام العلاج المناسب يمكن للأفراد التحكم في حياتهم بشكل طبيعي على الرغم من وجود الاضطراب.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
هو نوع من اضطراب ثنائي القطب حيث يتناوب المصاب بين فترات من الهوس (حالة من الفرح الشديد) وفترات من الاكتئاب الشديد، ويحدث ذلك دون وجود سبب مباشر يبرر كلتا الحالتين. يعاني المريض من تقلبات مزاجية تصاحبها أحيانًا حالات من الاكتئاب أيضًا.
حتى الآن لا تتوفر معلومات دقيقة حول سبب ظهور الهوس الاكتئابي، ولكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب تشمل:
1. التغيرات البيوكيميائية: تشير الأبحاث إلى وجود تغييرات في الأدمغة الفيزيولوجية لدى بعض مصابي اضطراب ثنائي القطب.
2. العوامل الوراثية: تشير بعض الأبحاث إلى وجود انتشار أكبر للاضطراب ثنائي القطب بين الأشخاص الذين يملكون أقاربًا مصابين بهذا الاضطراب.
3. العوامل البيئية: يعتقد البعض أن البيئة لها دور في ظهور الاضطراب، ولكن الأبحاث على التوائم المتماثلين تظهر أن العوامل الوراثية وحدها ليست كافية لتفسير الظاهرة.
هناك عوامل أخرى مثل القرابة بين الأفراد المصابين وفترات الضغط الشديد واستهلاك المواد المسببة للإدمان والتغيرات الحادة في نمط الحياة تلعب دورًا أيضًا.
الهوس الاكتئابي يصيب الرجال والنساء بالتساوي، بينما يكون النوع المتسارع من الاضطراب أكثر انتشارًا بين النساء، ويظهر الاضطراب عادة بين سن 15- 30.
على الرغم من وجود هذه العوامل يمكن أن يظل العديد من المصابين بالاضطراب غير مشخصين بسبب التشخيص الخاطئ، ومع العلاج المناسب يمكن التحكم في الحالة وتحسين الجودة المعيشية.
اقرأ ايضا: أعراض الاكتئاب الجسدية عند الرجال
عندما يشتبه الطبيب بأن الشخص يعاني من اضطراب ثنائي القطب فمن المحتمل أن يوصي بإجراء سلسلة من الفحوصات الطبية والتقييمات النفسية. تلك الإجراءات تساعد في استبعاد المشاكل الصحية الأخرى وتساعد في وضع تشخيص دقيق وتحديد ما إذا كان هناك مضاعفات أخرى مرتبطة بالاضطراب.
الفحوصات والتقييمات تشمل:
- فحوصات مخبرية.
- تقييم نفسي.
- تطابق معايير التشخيص المنشورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الذي تصدره الجمعية الأمريكية للطب النفسي و يعتمده أخصائيين الصحة النفسية وشركات التأمين.
معايير تشخيص الهوس الاكتئابي تعتمد على نوع الاضطراب وتاريخ النوبات مثل الهوس والاكتئاب. يجب أن يتفاعل المريض مع الطبيب لمشاركة المعلومات حول حالته الشخصية وتاريخه الطبي لتحسين التشخيص والعلاج المناسب.
لعلاج الهوس الاكتئابي احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي