اضطراب الآنية (Depersonalization-derealization disorder-DDD) يندرج ضمن فئة الاضطرابات الانشقاقية، وهي مجموعة من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على الذاكرة والوعي والإدراك والشعور والهوية. هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى تقليل أداء الشخص في مهام حياته اليومية.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
يحدث اضطراب الآنية عندما تشعر بانفصال مستمر أو متكرر عن جسمك، حيث تراقب نفسك من بعيد، أو عن البيئة المحيطة بك، وتشعر بأن الأشياء من حولك غير حقيقية، أو يمكن أن تجمع بين هذين الشعورين. هذه التجارب قد تثير مشاعر مزعجة للغاية وتجعلك تشعر كما لو كنت تعيش في حلم.
ومع ذلك لا يفقد الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب اتصالهم بالواقع، حيث يدركون تمامًا أن تلك التجارب غير حقيقية.
يمكن أن يكون اضطراب الآنية جزءً من مجموعة واسعة من الاضطرابات، بما في ذلك أمراض الدماغ واضطرابات النوبات.
العديد من الأشخاص يمرون بتجربة عابرة لتبدد الشخصية أو الغربة عن الواقع في فترات من حياتهم ومع ذلك لا يتم تشخيص اضطراب الآنية إلا عندما تظل هذه الأعراض مستمرة أو لا تختفي تمامًا.
غالبًا ما تبدأ هذه الحالة بتقليل القدرة على الأداء اليومي، ويكون انتشارها أكبر بين الأشخاص الذين تعرضوا لتجارب صادمة في حياتهم.
الاضطراب الذي يعاني منه الشخص يتمثل في إدراك مشوش لانفصاله عن أفكاره ومشاعره وجسده أو عن البيئة المحيطة به، مما يؤدي في بعض الحالات إلى شعوره بأنه آلة أو في عالم الأحلام، مما يثير مخاوف من الجنون وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو القلق أو الذعر.
يمكن تقسيم أعراض هذا الاضطراب إلى أعراض انفصال عن الذات وأعراض الغربة عن الواقع وتتضمن هذه الأعراض:
- الشعور بالخروج من الجسم أحيانًا ورؤية الذات من الخارج.
- الشعور بالانفصال عن الذات وفقدان الشعور بالهوية الشخصية.
- الشعور بالخدر في العقل أو الجسم وفقدان الحس الواقعي.
- فقدان القدرة على التحكم في الأفعال والكلمات.
- الشعور بتشوه أجزاء من الجسم وفقدان العواطف في الذكريات.
- صعوبة في التعرف على البيئة المحيطة وشعور بالضبابية.
- الشعور بالعزلة عن العالم الخارجي والصعوبة في التواصل معه.
- عدم الشعور بالواقعية للمحيط والشعور بالبعد أو القرب المفرط.
- اضطراب في إدراك الزمن حيث يمكن أن يبدو الماضي حديثًا والحاضر بعيدًا.
غالبًا ما يتطلب العلاج عندما يكون اضطراب الآنية مستمرًا أو يحدث بانتظام، أو عندما تكون الأعراض المصاحبة له مرهقة ومؤلمة بشكل كبير. يتضمن العلاج العديد من الطرق مثل:
1. العلاج النفسي:
يعتبر العلاج النفسي المعروف أيضًا بالحوار النفسي طريقة علاجية رئيسية لهذا الاضطراب. يهدف إلى مساعدة الفرد في استكشاف أفكاره ومشاعره المرتبطة بالصدمات النفسية التي تسببت في نوبات اضطراب الآنية وتعزيز التعبير عنها بشكل صحيح.
2. العلاج السلوكي المعرفي:
يُعَد العلاج السلوكي المعرفي أحد أشكال العلاج النفسي حيث يركز على تغيير أنماط التفكير والمشاعر والسلوكيات التي تؤثر سلبًا على الوظيفة اليومية.
3. التنويم المغناطيسي السريري:
يهدف إلى إحداث حالة من الوعي المتغيرة عن طريق الاسترخاء العميق والتركيز مما يمكن الفرد من استكشاف أفكاره ومشاعره بشكل أكبر.
4. الأدوية:
على الرغم من عدم وجود أدوية محددة لعلاج اضطراب الآنية إلا أنه في حال تزامنه مع أعراض الاكتئاب أو القلق يمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو المضادة للقلق للتخفيف من الأعراض.
اقرأ ايضا: اضطراب الشخصية التجنبية
اضطراب الانية ليس مرضًا بذاته بل هو عرض يرتبط بشكل أساسي بأمراض أخرى مثل القلق والصدمات النفسية بالإضافة إلى التوتر المتزايد وصعوبة التكيف مع الظروف الحياتية. الشعور بالانفصال عن جسدك ومشاعرك يكون السمة السائدة ولا يعد هذا الشعور بالجنون أو إصابة بمرض عقلي بل يعتبر طبيعيا على مستوى النظام العصبي.
تجد صعوبة في التعرف على البيئة المحيطة بك، حيث يبدو الأمر وكأنه ضباب يحيط بك مما يشبه الشعور بأنك في حلم. تشعر كما لو أن جدارًا زجاجيًا يفصلك عن العالم الخارجي،
حيث يمكنك رؤية ما حولك لكنك لا تستطيع التواصل معه بالشكل المألوف. تظهر لك الأشياء المحيطة بك بشكل غير واضح أو بعيدة جدًا أو قريبة جدًا أو كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا مما يجعلك تشعر بأنها غير حقيقية.
اضطراب الآنية نفسي ولا يصاحبه عادة الصداع مباشرة. ومع ذلك قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الآنية من الصداع نتيجة للتوتر أو القلق الذي يمكن أن يصاحب هذا الاضطراب.
إذا كنت تعاني من صداع متكرر أو شديد، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم الأسباب المحتملة والحصول على العلاج المناسب.
لعلاج اضطراب الانية احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي