اضطراب قلق الانفصال (SAD) هو نوع من اضطرابات القلق التي تصيب غالبًا الأطفال، حيث يشعر الطفل بمستويات عالية من الذعر والخوف عند فصله عن والديه.
ويظهر هذا عادةً عبر بكاء شديد وصراخ عند فصلهم عنهم، سواء كان ذلك عند ذهابهم إلى العمل أو عندما يذهب الطفل إلى المدرسة. قد تتجلى هذه الحالة أيضًا في ظهور أعراض جسدية مثل الصداع والمغص عندما يفكر الطفل في الابتعاد عن والديه.
يمكن أن يظهر اضطراب قلق الانفصال لدى البالغين أيضًا، ويتمثل ذلك في القلق من الابتعاد عن الشريك العاطفي أو الأبناء، ويمكن أن يكون ناتجًا عن اضطراب القلق منذ الطفولة أو يظهر لأسباب مختلفة في مرحلة الشباب.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
أحيانًا، يمكن أن ينشأ اضطراب قلق الانفصال نتيجة الضغوط الحياتية التي تجعل الشخص ينفصل عن شخص مقرب، وقد يكون للوراثة أيضًا دور في تطوير هذا الاضطراب.
تشمل أهم عوامل الخطر ما يلي:
1. الضغوط الحياتية أو فقدان الأحباء: مثل المرض أو الوفاة، أو فقدان حيوان أليف محبوب، أو طلاق الوالدين، أو التحول إلى مدرسة جديدة.
2. تاريخ العائلة: ويشمل ذلك أفراد العائلة الذين يعانون من مشاكل القلق أو اضطراب القلق، مما يشير إلى إمكانية وراثة هذه الصفات.
3. العوامل البيئية: مثل التعرض لنوع من الكوارث التي تتضمن الانفصال عن الأشخاص المقربين.
يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال بتوتر شديد عندما ينفصلون عن المنزل أو عن الأشخاص الذين يشعرون بالتعلق بهم، وغالباً ما تحدث مواقف مؤلمة خلال وقت الوداع، وتكون هذه اللحظات مؤلمة لكل من الوالدين والطفل.
الأطفال غالباً ما يظهرون البكاء ويتوسلون خلال هذه التجارب مما يجعل من الصعب على الوالدين المغادرة ويُطيل هذا المشهد الدرامي ويزيد صعوبة الانفصال. إذا كان الوالد قلقاً أيضًا، فإن الأطفال يصبحون أكثر قلقًا، مما يؤدي إلى دورة من القلق الزائد.
بعد مغادرة الوالد، يُركز الأطفال على فكرة الجمع مرة أخرى، وغالبًا ما يشعرون بالقلق حيال مكان وجود الوالد ويخيم عليهم الخوف من وقوع شيء سيء للوالد أو لأنفسهم. يعاني الأطفال من خوف متواصل وشديد من فقدان الوالدين بسبب الخطف أو المرض أو الوفاة.
تعاني هذه الأطفال من عدم الراحة في السفر بمفردهم، وقد يرفضون الذهاب إلى المدرسة أو التخييم أو زيارة الأصدقاء أو النوم بعيدًا عنهم. بعض الأطفال لا يمكنهم البقاء وحدهم في الغرفة ويتشبثون بأحد الوالدين أو يتبعونهم بشكل مستمر.
يواجه الأطفال صعوبة في النوم بشكل شائع، وقد يصر الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال على وجود أحد الوالدين أو مقدم الرعاية معهم حتى يناموا. قد تكشف الكوابيس عن مخاوف الأطفال، مثل دمار العائلة بواسطة الحرائق أو الكوارث الأخرى.
تظهر الأعراض الجسدية غالبًا عند الأطفال، مثل الصداع أو آلام المعدة، وعادةً ما يكونون طبيعيين عندما يكون أحد الوالدين حاضرًا، مما يجعل المشكلة تبدو أقل حدة. وكلما استمر الاضطراب، زادت شدته.
تشخيص اضطراب القلق الانفصالي يشمل تقديم تقييم لمعرفة ما إذا كان طفلك يمر بمرحلة طبيعية من التطور أم إذا كانت هناك علامات على وجود اضطراب حقيقي. بعد استبعاد أية أمور طبية.
قد يُحال طفلك إلى اختصاصي نفسي متخصص في الأطفال أو طبيب أطفال نفسي ذو خبرة في اضطرابات القلق.
لمساعدة في تشخيص اضطراب القلق الانفصالي، قد يُجري اختصاصي الصحة العقلية تقييمًا نفسيًا لطفلك، والذي يشمل مقابلة منهجية تتضمن مناقشة الأفكار والمشاعر، بالإضافة إلى مراقبة السلوك. قد يظهر اضطراب القلق الانفصالي بتزامن مع مشاكل صحة عقلية أخرى.
اقرأ ايضا: اضطراب التعلق المرضي واسبابه
عادةً ما يتم علاج اضطراب قلق الانفصال من خلال العلاج النفسي، وفي بعض الحالات يتم استخدام الأدوية أيضًا. يشمل العلاج النفسي - الذي يُشار إليه أحيانًا بالعلاج الحديث أو الإرشاد النفسي - العمل مع معالج نفسي لتقليل أعراض قلق الانفصال.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو شكل فعال من العلاج النفسي لاضطراب قلق الانفصال. خلال جلسات CBT، يمكن للأطفال تعلم كيفية التعامل مع مخاوفهم بشأن الانفصال وكيفية إدارتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوالدين تعلم كيفية تقديم الدعم العاطفي وتعزيز الاستقلالية المناسبة لعمر الطفل.
في بعض الحالات، قد يكون من النافع دمج الأدوية مع العلاج السلوكي المعرفي إذا كانت الأعراض شديدة. يمكن أن تكون مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) خيارًا للأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
لعلاج اضطراب قلق الانفصال احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي