الاضطرابات الانشقاقية في الصحة العقلية تتسم بفقدان الارتباط بين الأفكار والذكريات والمشاعر والبيئة المحيطة والسلوكيات مما يؤدي إلى الهروب من الواقع بطرق غير صحية وتعيق أداء الأفراد في حياتهم اليومية.

غالباً ما تحدث هذه الاضطرابات كرد فعل على أحداث مؤلمة أو مزعجة، حيث تساعد في إبعاد الذكريات الصعبة. تختلف الأعراض باختلاف نوع الاضطراب الانشقاقي، حيث يمكن أن تتراوح من فقدان الذاكرة إلى وجود هويات متعددة. قد تزيد فترات التوتر من وضوح هذه الأعراض بشكل مؤقت.

يتضمن علاج الاضطرابات الانشقاقية الحديثة المحادثات النفسية واستخدام الأدوية. وعلى الرغم من أن العلاج قد يكون تحديًا، فإن الكثير من الأشخاص يتعلمون كيفية التأقلم بشكل جيد مع المساعدة المناسبة، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين نوعية حياتهم.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب. 

أسباب الاضطرابات الانشقاقية 

التوجّه السائد بين الخبراء ينصب على تحديد الضغوط والمشاكل التي يواجهها الأطفال في مرحلة الطفولة كأسباب رئيسية للاضطرابات الانشقاقية. يرى الخبراء أنّ مستوى تحمّل الضغوط والتوتر في الطفولة يكون متدنيًا، مما قد يزيد من تفاقم الحالة عند استمرار تأثير هذه المشاكل والضغوط على الفرد.

 يُشير البعض إلى الأحداث السلبية، مثل الاعتداء الجسدي أو الجنسي، والكوارث الطبيعية، والصراعات العائلية، والتجاهل والاضطهاد، كأسباب محتملة للاضطرابات الانشقاقية، حيث يمكن أن تظهر الأعراض في سن مبكرة، تقريبًا عند السادسة عشرة.

أعراض الاضطرابات الانشقاقية:

تختلف أعراض الاضطرابات الانشقاقية بناءً على نوع وشدة الاضطراب ومع ذلك هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي تظهر عند غالبية مرضى هذه الاضطرابات. من بين هذه الأعراض:

1. الشعور بالانفصال عن الذات والبيئة المحيطة وكأن الشخص يشاهد حياته كمراقب دون المشاركة فيها.

2. التقمص اللا إرادي لشخصيات مختلفة حيث تتميز كل شخصية بصفاتها الخاصة مما يتسبب في تغير واضح في سلوك وتفكير الفرد.

3. تقلبات مفاجئة وحادة في المزاج.

4. مشاكل نفسية تشمل الاكتئاب والقلق.

5. سلوكيات تؤدي إلى إيذاء النفس وافتقار للرغبة في الحياة، قد يصاحبها تفكير جاد في الانتحار ومحاولات للقيام بذلك.

6. فقدان مؤقت للذاكرة تجاه أحداث أو تفاصيل معينة من الماضي، حيث تتراوح مدته بين دقائق وتستمر لعدة أشهر أو سنوات.

7. عدم القدرة على التعبير العاطفي أو التفاعل مع المواقف التي تحدث حول المريض، مما يجعله يبدو كأنه في غربة عن مشاعره الحقيقية.

تشخيص الاضطرابات الانشقاقية: 

يجب على الأطباء إجراء فحوصات لاستبعاد الأسباب العضوية مثل الإصابات الرأسية وأورام المخ والصرع وحالات التسمم قبل التشخيص. بعض المواد مثل بعض العقاقير المخدرة قد تسبب أعراضًا مشابهة.

من المهم أيضًا التفريق بين الأعراض التي يسببها الوسواس القهري، واضطراب الهلع، واضطراب ما بعد الصدمة، والأعراض المرتبطة بالاضطرابات الانشقاقية.

أسباب الاضطرابات الانشقاقية والعلاج: 

• اضطراب الهوية الانفصالي:

السبب: ينشأ اضطراب الهوية الانفصالي نتيجة صدمة متكررة في مرحلة الطفولة، ويشترط حدوث هذه الصدمة قبل سن السادسة إلى التاسعة. غالبًا ما يشترك الأفراد المصابون بهذا الاضطراب مع أقاربهم في التجارب المماثلة.

العلاج: يتم تنفيذ العلاج النفسي طويل الأمد بهدف تحسين جودة حياة المرضى.

• فقدان الذاكرة الانفصالي:

السبب: يعتبر وسيلة للتكيف مع الصدمة.

العلاج: يشمل العلاج النفسي، مثل العلاج بالكلام، والاستشارة، والعلاج النفسي الذي يتضمن التحدث مع مقدمي الخدمات الصحية النفسية حول الاضطراب والمشكلات المصاحبة. يتضمن العلاج النفسي أحيانًا تقنيات مثل التنويم المغناطيسي للمساعدة في تذكر الصدمة والتعامل معها، أو العلاج بالفن الإبداعي الذي يهدف إلى مساعدة الأشخاص في التعبير عن أفكارهم بطرق إبداعية. 

كما يشمل العلاج النفسي التدخل العلاجي السلوكي لتحديد المعتقدات والسلوكيات السلبية. قد يتم أيضًا استخدام العلاج الدوائي، مثل مضادات الاكتئاب والمهدئات، للمساعدة في معالجة الأعراض النفسية المرتبطة بالاضطرابات، على الرغم من عدم وجود أدوية تعالج الاضطرابات بشكل مباشر. 

في بعض الحالات يمكن للدواء المعين مثل ثيوبنتال أن يساعد في استعادة الذاكرة. تختلف مدة فقدان الذاكرة الانفصالي بين عدة دقائق وعدة سنوات، وقد يتلاشى الاضطراب عندما يبتعد الشخص عن الحدث المسبب للصدمة. في السابق كان الشرود الانفصالي فئة منفصلة لكنه تم تضمينه لاحقًا كعنصر محدد لاضطراب فقدان الذاكرة الانفصالي.

لعلاج الاضطرابات الانشقاقية احجز موعدك الآن مع فريق مطئنة الطبي