يحدث الخرف تدهورًا تدريجيًا أو مفاجئًا في وظائف الدماغ والقدرات العقلية، مما يؤدي إلى خلل في الذاكرة، والإدراك، والتذكر، والحكم، والتفكير السليم.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب.

أنواع الخرف : 

تُصنف حالات الخرف إلى ثلاث فئات رئيسية:

1. الخرف الأولي، المعروف أيضًا بالخرف التقدمي، حيث يكون الخرف المشكلة الصحية الرئيسية للمريض في هذه الحالات.

2. الخرف الثانوي، وهو يشمل أنواعًا من الخرف التي تسببها مشكلة صحية أو مرض آخر.

3. الخرف القابل للتعافي، وهو يتضمن الأمراض التي تظهر فيها أعراض مشابهة لأعراض الخرف، لكن يمكن الشفاء منها وعكسها.

تشخيص وتصنيف مرض الخرف : 

• يتسبب الخرف من جراء تلف وتليف في الخلايا الدماغية، وقد أظهرت الدراسات نقصًا شديدًا في السيالة العصبية المسماة "أستيالكولين" (ACh). 

• ووفقًا للتقديرات الطبية، يمكن حدوث الخرف بطريقتين: الأولى حيث يحدث بشكل مفاجئ في بعض الحالات ويستمر التدهور في الوظائف الإدراكية على مدى ستة أشهر إلى سنة. 

• أما الثانية، فتحدوث الخرف في بعض الحالات بتدهور متدرج في القدرات الإدراكية، حيث يفقد المريض جزءً من قدراته ثم يستقر لفترة معينة قبل أن يعود التدهور مرة أخرى.

•  ويحدث هذا الخرف نتيجة تجلطات في الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ التي تحدث بين الحين والآخر، وتؤدي إلى فقدان قدرة إدراكية في كل مرة.

أسباب الخرف المبكر:

• يزداد احتمال الإصابة بالخرف مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الستين وخمسة. وتقدر نسبة الحالات المصابة بالخرف بحوالي ٢٪ بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٦٥ و ٦٩ عامًا. 

• وتتزايد هذه النسبة إلى ٥% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٧٥ و ٧٩ عامًا، ثم تصل إلى ٢٠% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٨٥ و ٨٩ عامًا، وتتجاوز ٥٠% بين الذين تتجاوز أعمارهم التسعين عامًا.

• ويُعَدُّ مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعًا، حيث يمثل حوالي ٥٠٪ من الحالات، ويحدث أكثر في النساء بمعدل ثلاث مرات أكثر من الرجال. بينما يُصاب الرجال بـ الخرف الناتج عن تجلطات الأوعية الدموية بنسبة أكبر، نظرًا لتعرُّضهم لأمراض مثل تصلُّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

• وتختلف نسبة انتشار الخرف الناتج عن تجلطات الأوعية الدموية من مجتمع لآخر، بينما ينتشر مرض الزهايمر بنسب متساوية في مختلف مجتمعات العالم.

اقرأ ايضا: وسواس الموت والخوف من الموت

كيف يستطيع الأطباء معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من الخرف؟ 

سيقوم الأطباء بمساءلة الأشخاص وعائلاتهم حول الأعراض، وسيُجرّون اختبارات للذاكرة وفحوصات أخرى للدماغ.

ومن أجل التحقق مما إذا كانت هناك مشكلة صحية أخرى تسبب الخرف، سيقوم الأطباء بإجراء فحص بدني واختبارات للدم، وسيُجرون فحوصات تصويرية مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لاكتشاف أية تشوهات في الدماغ.

أعراض الخرف المبكر:

يتم تشخيص الخرف استنادًا إلى الأعراض التالية وفقًا لمعايير الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي:

1. انحدار مستمر في القدرات الإدراكية، مما يتضمن:

   - خلل في الذاكرة والانتباه، واضطراب في القدرة على اكتساب معلومات جديدة أو استرجاع معلومات سبق اكتسابها.

   - اضطراب في اللغة، مثل الصمت، وأخطاء لفظية، وقصر العبارات.

2. اضطراب في القدرات الحركية، على الرغم من عدم وجود مشكلة في الجهاز الحركي، مثل ضعف القدرة على الأكل بشكل سليم.

3. اضطراب في القدرة على معرفة الأشياء بأسمائها، دون وجود مشكلات حسية، مثل الصمم أو العمى.

4. اضطراب في الوظائف العقلية العليا، مثل التخطيط والتنظيم والترتيب والتفكير المجرد.

5. خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية، وانخفاض واضح في مستوى النشاط والتفاعل.

6 علامات واضحة تشير الى الاصابة بالخرف:

تظهر أعراض وعلامات عصبية عيادية تدل على وجود تلف أو اضطراب في مناطق محددة من الدماغ، ويرى الطبيب أنها ترتبط بتدهور القدرات الإدراكية. ومن بين الأعراض المصاحبة للخرف، يشمل التوتر والقلق، وبعض الحالات يصاحبها أعراض اكتئابية ناجمة عن سوء التكيف ومعاملة غير ملائمة من المقربين. الخوف هو أحد الأعراض التي تصاحب بعض حالات الخرف.

أما أسباب الخرف، فتشمل:

1. التقدم في العمر.

2. وجود تاريخ عائلي.

3. التجلطات في الأوعية الدموية، وغالبًا ما يترافق ذلك مع أمراض أخرى مثل تصلب الشرايين وداء السكري وارتفاع ضغط الدم.

4. نقص الفيتامينات وسوء التغذية، مثل نقص الفيتامينات ب12، ب3، وب5، بالإضافة إلى أمراض عضوية أخرى مثل كسل الغدة الدرقية، وإصابات الدماغ وأمراض الجهاز العصبي مثل مرض باركنسون، وداء هنتنغتون وارتفاع الضغط داخل الجمجمة، والأورام، والنزيف الدماغي.

5. استخدام المخدرات مثل الكحول والحشيش، والحبوب المنشطة.

علاج الخرف: 

• علاج الخرف يتفاوت حسب نوع الحالة وشدة الأعراض. أظهرت الدراسات أن حوالي 15٪ من الحالات تم علاجها، خاصة تلك التي كانت نتيجة لأسباب عضوية واضحة مثل كسل الغدة الدرقية ونقص الفيتامينات وسوء التغذية، وذلك عن طريق استخدام بعض الأدوية التي يوصي بها الطبيب المختص.

• بعض الحالات يتم فيها إعطاء علاجات مساندة تخفف من الأعراض المصاحبة للخرف مثل مضادات القلق والاكتئاب ومضادات الذهان. يستخدم أيضًا الأدوية التي تحسن التركيز والانتباه مع مرضى الخرف.

• يُعتمد أيضًا على العلاج البيئي المساند من خلال تشميل التمريض لتدريب الأهل ومساعدتهم في التعامل مع المريض.

• وعند تشخيص الخرف، يجب التفريق بينه وبين بعض الأمراض الأخرى مثل حالة إدمان الكحول والمخدرات، والهذيان الذي قد يكون نتيجة لبعض الأمراض العضوية مثل ارتفاع مستوى السكر أو الفشل الكبدي، والاكتئاب الذهاني الذي يصاحبه خلل في الإدراك والتذكر والتركيز ولكنه مرتبط بالأعراض الاكتئابية، والفصام الذي يتسم بوجود الهلاوس والضلالات.

علاج الخرف اطلب الدعم من " مطمئنة"

تواصل معنا إذا كنت تشعر بتواجد هذه الأعراض، أو إذا لاحظت أن أحد أفراد عائلتك يعاني منه. بدء المتابعة النفسية والاجتماعية على الفور يحمي المصاب وأسرته من تداول مضاعفات الاضطراب. تُميز "مطمئنة" بكونها بيئة آمنة مبنية على السرية التامة، حيث يُمكنك حجز جلساتك في أي وقت وبدء الحديث مع المختص.