ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة ؟ يُعرف في بعض المصادر بـ "اضطراب ما بعد الصدمة النفسية"، ويصيب الإنسان بعد تعرضه مباشرة لصدمة قوية أو شهادته لصدمة أو حدوث فاجعة أمامه تجاه شخص آخر.

 يتسبب ذلك في شعوره بالعجز والعودة المتكررة للأحداث، مع ظهور بعض الأحلام الكابوسية في بعض الحالات. يرافق ذلك قلق حاد مع ضعف القدرة على التحكم في التفكير والمشاعر.

نسبة انتشار اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟ 

أظهرت الدراسات أن حوالي ٨٪ من السكان يمكن أن تظهر لديهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. ومن الممكن أن ترتفع هذه النسبة إلى ٥٠٪ بين الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث وصدمات قاسية ومؤلمة في الطفولة، وتبدو أعلى بين النساء بالمقارنة مع الرجال.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

ما هي اسباب اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟ "Post-traumatic Stress Disorder " 

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة عند الرجال تتضمن:

- تجارب مؤلمة في الطفولة مثل الاختطاف، التعرض للعنف الجسدي، أو التحرش الجنسي.

- عدم استقرار نفسي.

- ضعف القدرة على التعامل مع الضغوط.

- انتشاره بشكل أكبر بين بعض فئات المجتمع مثل العاملين في مجال الإطفاء والجنود الذين شاركوا في الحروب.

اعراض كرب ما بعد الصدمة

تظهر عند الأفراد العديد من الأعراض المرتبطة بما بعد الصدمة، وتشمل:

• شعور مكثف بالعجز.

• نوبات متكررة من الغضب.

•  شعور مكثف باليأس.

•  الإصابة بالأرق.

•  ضعف التركيز.

• تعكر المزاج.

•  العزلة الاجتماعية.

•  اللامبالاة.

•  البرود العاطفي.

•  الرغبة في الهروب من المواقف المشابهة للصدمة.

• نسيان بعض الأحداث المتعلقة بالصدمة.

• الشعور بالتوتر الشديد.

•  الإصابة بالاكتئاب.

•  ظهور بعض الأفكار الوسواسية لدى البعض.

•  الميول الانتحارية لدى البعض.

• شعور بتكرار الحدث.

اقرأ ايضا: اضطراب الشخصة التجنبية 

معايير تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟ 

تقييم الطبيب لاضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD) يستند إلى مجموعة من المعايير النوعية. يُعتبر اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD) تشخيصًا يُقدم عندما تتوافر الظروف التالية:

1. تعرَّض المريض مباشرة أو غير مباشر لحدث مؤلم.

2. استمرار الأعراض لمدة شهر على الأقل.

3. تسبب الأعراض في ضيق كبير أو تأثير واضح على الأداء.

4. وجود عدة أنواع من الأعراض المرتبطة بـ PTSD، مثل الأعراض الاقتحامية، والأعراض التجنبية، والتأثيرات السلبية على التفكير والمزاج، والتغيرات في مستوى اليقظة وردود الفعل.

• علاوة على ذلك، يسعى الأطباء أيضًا إلى استبعاد أسباب أخرى للأعراض، مثل تأثير الأدوية أو وجود اضطرابات أخرى.

• غالبًا ما يكون تشخيص PTSD تحديًا، لأن الأعراض متنوعة ومعقدة، ويمكن أن يؤدي اضطراب تعاطي المواد إلى التشويش على التشخيص. عندما يتأخر التشخيص والعلاج، قد يصبح PTSD مزمنًا ومُنهكًا.

علاج كرب ما بعد الصدمة

تتضمن خطوات علاج اضطراب ما بعد الصدمة:

- تعامل مع الأفكار الاقتحامية التي تثير مشاعر التوتر والعجز والخوف.

- الاستفادة من العلاج المعرفي السلوكي، حيث يتم إعادة تقييم موقف الصدمة وتوجيه المريض نحو العلاج المناسب.

- الاستفادة من العلاج بالتعرض، وذلك من خلال إنشاء مواقف مماثلة للصدمة لتجربتها المصابين وهم في بيئة آمنة ومحمية.

- اللجوء إلى العلاج بالتخيل، حيث يتم تدريب المصاب على تقنيات الاسترخاء وسرد الأحداث المؤلمة في حالة من الراحة النفسية.

أشارت الدراسات إلى بعض النقاط المهمة:

- غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد مرور ثلاثة أشهر من الحادث، وقد يتأخر ظهورها في بعض الحالات لمدة سنة كاملة، ويصاحب ذلك صعوبة في التكيف مع شعور شديد باليأس.

- قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بشكل مستقل عن أية اضطرابات نفسية أخرى.

- قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في بعض الحالات بالتزامن مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل التوتر الحاد، واضطراب التكيف، واضطرابات الأكل، واضطرابات المزاج، والاضطرابات الفصامية. كما قد تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الحدية والشخصية المضادة للمجتمع والشخصية الفصامية.

اقرأ ايضا: اضطراب الشخصية القلقة 

كيفية التعامل مع اضطراب كرب ما بعد الصدمة: 

من الملاحظ أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة يلجأون إلى المخدرات والكحول غير المشروعة كوسيلة للتعامل مع أعراضهم.

على الرغم من أن هذه الاستراتيجيات قد تخفف مؤقتًا من أعراض الاضطراب، إلا أنها لا تعالج جذور الضغوط الكامنة وقد تزيد بعض الأعراض تفاقمًا. لذا، إذا كنت تعاني من مشكلة في التعاطي مع المخدرات، فمن الضروري أن تطلب المساعدة الطبية.

وإذا كنت تواجه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، فتذكر أنك لست وحدك، وإليك بعض النصائح للتعامل معها:

- التعرف على الحالة: تعرف على اضطراب ما بعد الصدمة سيساعدك في فهم مشاعرك وكيفية التعامل معها بفعالية.

- البحث عن المساعدة: إذا كنت تعاني من أفكار مزعجة متكررة أو عدم القدرة على التحكم في أفعالك، فاطلب المساعدة على الفور.

- العلاج النفسي: العلاج النفسي أداة مهمة لمساعدتك على التعامل مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يمكن أن يساعدك على تحديد محفزات الأعراض وإدارتها ومواجهة مخاوفك.

- نمط حياة صحي: يساهم الحفاظ على نمط حياة صحي في تحسين الحالة العامة، من خلال تناول غذاء متوازن وممارسة التمارين الرياضية وتجنب المواد المثيرة للتوتر والقلق.

- الحصول على الدعم: الدعم من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون مفيدًا، وهناك مجموعات دعم مخصصة لهذا الاضطراب في جميع أنحاء البلاد ومن المرجح أن تتوفر في منطقتك أيضًا.

علاج اعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة اطلب الدعم من " مطمئنة"

تواصل معنا إذا كنت تشعر بتواجد بعض أعراض اضطراب الشخصية، أو إذا لاحظت أن أحد أفراد عائلتك يعاني منه. بدء المتابعة النفسية والاجتماعية على الفور يحمي المصاب وأسرته من تداول مضاعفات الاضطراب. تُميز "مطمئنة" بكونها بيئة آمنة مبنية على السرية التامة، حيث يُمكنك حجز جلساتك في أي وقت وبدء الحديث مع المختص.