ما هو اضطراب توهم المرض؟ اضطراب توهم المرض  " اضطراب وهامي " هو حالة تتميز بانشغال زائد بالصحة والاعتقادات غير الواقعية بشأن الأعراض الجسدية. يعتقد الفرد المصاب بأنه مصاب بمرض خطير، ورغم التأكيدات الطبية على سلامته، يظل هذا الاعتقاد ثابتًا، مما يدفعه لإجراء فحوصات طبية متكررة وغير ضرورية بهدف الحصول على الاطمئنان المستمر.

أظهرت الأبحاث أن اضطراب توهم المرض يظهر في نسبة تتراوح بين 4 إلى 6 في المائة من زوار العيادات النفسية، بينما يعاني حوالي 15 في المائة من الأفراد من قلق الإصابة بالأمراض بشكل عام.

 يمكن أن يظهر هذا الاضطراب بشكل خاص لدى الأشخاص الأكبر سناً، ولكنه قد يصيب الأفراد في جميع مراحل العمر، ولم تظهر أي أدلة على وجود فارق في نسبة الظهور بين الرجال والنساء.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

ما هو اضطراب توهم المرض "وسواس المرض" ؟

يتوهم الفرد المصاب باضطراب توهم المرض لتغيير متكرر في الأطباء الذين يستشيرهم، بسبب شكه في قدرة الأطباء السابقين على التشخيص الصحيح. قد يصل هذا الانشغال إلى حدّ يجعل الشخص يركز بشكل مفرط على وظائف الجسم الطبيعية، معتبراً أي تغيير فيها دليلاً على وجود مرض خطير. 

ونتيجة لذلك، يعيش الشخص بحالة دائمة من القلق والحذر لتجنب الإصابة بمرض محدد. يتفاعل المصابون باضطراب توهم المرض بطرق مختلفة؛ فمنهم من يسعى بشكل مفرط لطلب الرعاية الطبية، ومنهم من يتجنبها خوفاً من النتائج.

أسباب توهم المرض:

في الواقع، لا توجد أسباب واضحة لحالات توهم المرض، لكن قد تتأثر ببعض العوامل، ومن هذه العوامل:

1. عدم فهم فسيولوجية الجسم بشكل عام وطبيعة الأمراض المختلفة.

2. وجود فرد في العائلة يعاني من مشكلة توهم المرض، وهذا يزيد من خطر توهم المرض لدى الأفراد الآخرين.

3. الإصابة بمرض خطير في مرحلة الطفولة قد يؤدي إلى توهم وخوف لاحقًا في الحياة.

4. وجود أمراض نفسية أخرى لدى الشخص مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري أو التوتر، يمكن أن يزيد من خطر توهم المرض.

اقرأ ايضا: ما هو اضطراب الشخصية التجنبية 

أعراض اضطراب قلق المرض: 

• استيطان فكرة الإصابة بمرض جسدي شديد، مما يؤدي إلى عودة القلق بانتظام بعد فترات زمنية معينة.
• التفكير المتواصل في مخاوف من حدوث مرض خطير، بناءً على سوء فهم للأعراض الجسدية.
•  ظهور أعراض نفسية تتجلى بصورة جسدية بسيطة، إن كانت موجودة.
•  تجربة مشاعر قوية من الخوف والقلق بشأن الإصابة بمرض محدد أو وجود حالة صحية معينة.
•  القلق بشكل مفرط من أن الأعراض البسيطة قد تكون إشارات على وجود مرض خطير.
•  اللجوء المتكرر إلى الفحوصات الطبية والاستشارات، أو تجنبها تمامًا، والتدقيق المتكرر في الجسم بحثًا عن علامات للأمراض.

اختبر الان : اختبار مقياس الشخصية 

ما الفرق بين اضطراب قلق المرض واضطراب العرض الجسدي؟

اضطراب العرض الجسدي (Somatic Symptom Disorder) يشابه اضطراب القلق من المرض فيما يتعلق بالقلق بشأن الصحة والاعتقاد بالإصابة بمرض، ولكن الفارق يكمن في أن المصابين بـ اضطراب العرض الجسدي يظهر لديهم أعراض جسدية ملحوظة لكنها غير متناسبة مع مخاوفهم، بينما في اضطراب قلق المرض، الشخص لا يعاني من أي أعراض جسدية أو يعاني فقط من أعراض خفيفة جدًا.

تشخيص اضطراب توهم المرض "قلق المرض":

تقييم الطبيب:

• عندما يظهر الشخص علامات اضطراب قلق المرض، يشتبه الطبيب بالاضطراب إذا كان يعاني من قلق شديد حول إصابته بمرض خطير أو عدم إصابته به. 
• يُجري الطبيب تقييمًا شاملاً لتحديد وجود الاضطراب البدني، كما يقوم بتقييم ما إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب أو أي اضطرابات صحية نفسية أخرى.
• يتم تأكيد تشخيص اضطراب قلق المرض إذا استمر الشخص في الشعور بالقلق لمدة 6 أشهر أو أكثر، حتى في حالة عدم وجود أعراض أو وجود أعراض خفيفة فقط. 
• ورغم ذلك التطمين من الطبيب بأن التقييم الطبي يستبعد وجود أي اضطرابات محتملة أو يظهر إصابة بانخفاض القلق الذي لا يستدعي القلق.

علاج اضطراب توهم المرض "قلق المرض" :

• العلاج الدوائي:

يتم استخدام مضادات القلق كجزء من العلاج، ومع ذلك، ينبغي أن يُلاحظ أن العلاج الدوائي وحده لا يكفي، إذ يساعد فقط في تخفيف القلق دون معالجة الأفكار الخاطئة لدى المصابين بـ اضطراب توهم المرض.

• العلاج النفسي:

يستهدف العلاج النفسي منهجية السلوك الإدراكي، وهو يهدف إلى التحكم في القلق وتقليله لدى الأفراد المصابين بهذا الاضطراب. يتضمن هذا النوع من العلاج توعية المريض حول الاضطراب وأعراضه، وتدريبه على مهارات إدارة القلق والتكيف مع الأمراض المزمنة. كما يُركز العلاج النفسي على تعزيز الوعي الذاتي والتعامل مع الأفكار الخاطئة والانحرافات الإدراكية لدى المصابين.

عواقب ومضاعفات توهم المرض:

• استحواذ الأفكار على الشخص يصبح عبئاً ثقيلاً على المريض، حيث يصبح ذهنه مشغولاً بشكل مستمر، مما يؤثر سلباً على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية. نظراً لتوجه المصابين بـ اضطراب توهم المرض بشكل مستمر إلى إجراء فحوصات طبية غير ضرورية.
•  يزيد هذا من مخاطر الأضرار الصحية المرتبطة بتلك الاختبارات والإجراءات الطبية. قد يؤدي التعامل السيء مع هذا الاضطراب إلى مشاعر متزايدة من الغضب والإحباط.
•  مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب وأشكال أخرى من اضطرابات القلق، وفي بعض الحالات يلجأ المرضى إلى الإدمان كوسيلة للهروب.