ما هو اضطراب الشخصية الاعتمادية؟ يتسم صاحب هذه الشخصية بالاعتماد المفرط والسلبي على الآخرين. يُعرف شخصية الاعتماد بحاجتها المتزايدة للتكفل بمسؤولياتها في جميع جوانب الحياة، وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات بدون الحصول على نصائح وتأكيدات كبيرة من الآخرين.

 بالتالي، يتجنبون المناصب التي تتطلب تحمل المسؤوليات أو اتخاذ القرارات، ويضعون احتياجات الآخرين قبل احتياجاتهم الشخصية.

عندما يجدون أنفسهم وحدهم، يصعب عليهم المثابرة في الأعمال، ولكن يمكنهم أداء المهام بكفاءة عالية عندما يكونون يعملون لصالح الآخرين.

 يتميز الشخص الاعتمادي بضعف الثقة بالنفس والسلبية والخوف من التعبير عن المشاعر، سواء كانت سلبية أم إيجابية. يعانون من الضيق وعدم الراحة عندما يكونون وحدهم حتى لفترة قصيرة.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

نسبة انتشار اضطراب الشخصية الاعتمادية :

نسبة انتشار اضطراب الشخصية الاعتمادية تبلغ حوالي 0.6% من السكان العامة وحوالي 2.5% من مجموع اضطرابات الشخصية.

تظهر الأعراض أكثر في النساء من الرجال وفي الأطفال من البالغين، وخاصة عند الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة منذ الطفولة. وعادةً ما تبدأ الأعراض في بداية مرحلة الرشد المبكرة.

أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية "الاتكالية"

تواجهنا قيود في المعرفة حول أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية، ومع ذلك، هناك عوامل محتملة قد تساهم في ظهورها، من بينها:

1. العوامل الثقافية.

2. التجارب السلبية في مراحل الحياة المبكرة.

3. القدرة على وراثة الميل نحو القلق.

4. الصفات أو السمات التي تظهر في العائلات، مثل الخضوع وانعدام الأمن وسلوك الخجل الذاتي.

اقرأ ايضا: اضطراب الشخصية التجنبية 

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية 

• يعاني الشخص الاعتمادي من حاجة ملحة للعناية والاهتمام، مما يؤدي إلى التعلق الشديد والقلق من الانفصال عن من يهتم به.

• يجد صعوبة في اتخاذ قرارات يومية دون الحصول على مقدار كبير من النصائح والتأكيد من الآخرين.

•  يلقي مسؤولية جوانب حياته الأساسية على عاتق الآخرين.

• يجد صعوبة في التعبير عن اختلاف الرأي مع الآخرين خوفًا من فقدان الدعم والقبول.

•  يواجه صعوبة في المبادرة بالأفكار والمشاريع أو القيام بأعمال بمفرده بسبب ضعف ثقته بنفسه وقدراته الشخصية، وليس بسبب نقص الطاقة أو التحفيز.

• يبذل مجهودًا كبيرًا للحصول على الرعاية والدعم من الآخرين، حتى إذا استدعى الأمر التطوع في أعمال غير محببة.

• يشعر بعدم الراحة والعجز عندما يترك وحيدًا، نتيجة لمخاوف مبالغ فيها من عدم قدرته على الاعتناء بنفسه.

• يتسرع في بناء علاقات جديدة كمصدر للدعم والرعاية في حال انتهاء علاقة قوية.

•  يسيطر عليه أفكار ومخاوف غير واقعية بشكل مفرط، مثل خوفه من أن يترك ليتولى رعاية نفسه.

تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية

يعتمد تقدير الأطباء لاضطرابات الشخصية على معايير نوعية محددة. يقومون عادة بتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية باستخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، الذي ينشره الرابطة الأمريكية للطب النفسي.

لتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية، يجب أن تكون لدى الأشخاص حاجة مستمرة ومفرطة للعناية بهم، مما يؤدي إلى سلوكهم الاعتمادي، ويتضمن ذلك على الأقل ما يلي:

1. صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية دون الحاجة المفرطة للمشورة والتطمين من الآخرين.

2. صعوبة في التعبير عن اختلاف الرأي خوفًا من فقدان الدعم أو القبول.

3. عدم الثقة في القدرة على بدء مشاريع بمفردهم بسبب عدم اليقين في أحكامهم وقدراتهم، وليس بسبب نقص الطاقة أو الدافع.

4. الاستعداد لبذل جهد كبير من أجل الحصول على الدعم من الآخرين، حتى إذا كان ذلك يتطلب القيام بمهام غير محببة.

5. الشعور بالانزعاج أو العجز عندما يكونون وحدهم، بسبب خوفهم من عدم قدرتهم على الاعتناء بأنفسهم.

6. القلق المستمر من تركهم للعناية بأنفسهم.

• يجب أن تبدأ الأعراض في مرحلة ما بعد البلوغ.

مضاعفات اضطراب الشخصية الاعتمادية:

• يتأثر الأداء الوظيفي للأشخاص ذوي الشخصية الاعتمادية بشكل كبير بسبب عدم قدرتهم على العيش بشكل مستقل دون إشراف مستمر. بسبب ضعف الثقة بأنفسهم، مما يعني عدم قدرتهم على التعبير عن اختلاف الرأي مع الآخرين أو الاعتراض على الظلم الذي يتعرضون له، فإنهم يصبحون أكثر عرضة للإساءة اللفظية والجسدية من غيرهم.

• هؤلاء الأشخاص يواجهون أيضًا خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير عندما يخسرون الشخص الذي يعتمدون عليه.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية " ما هو علاج الشخصية الاعتماديه"

1. العلاج النفسي:

   - يركز العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب الشخصية الاعتمادية على تعزيز فهم المريض لصفات شخصيته وشرح الأعراض التي يعاني منها. هذا يساعده على فهم سلوكياته وتفسيرات ردود فعله.

   - يتم تدريب الفرد على تعزيز الثقة بالنفس وتعزيز الاستقلالية والاعتماد على الذات. كما يتضمن تطوير مهارات اتخاذ القرارات والاستقلالية.

2. العلاج الدوائي:

   - يُستخدم العلاج الدوائي لمعالجة الأعراض الثانوية المصاحبة لاضطراب الشخصية الاعتمادية مثل الاكتئاب والقلق.

   - يمكن أيضًا استخدام الأدوية النفسية لعلاج بعض الأعراض مثل نوبات الهلع إذا كانت موجودة.

كيف تتعامل مع شخص اتكالي؟

إذا كنت مشخصًا بالاضطراب الشخصي الاعتمادي، فإليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التأقلم وفقًا لتوصيات الدكتورة داراموس:

1. بدء القيام بالأشياء بمفردك: قم بتحدي نفسك ببطء للقيام بالأنشطة بمفردك، ابدأ من الأسهل وتدرج تدريجيا نحو التحديات الأكبر. على سبيل المثال، يمكنك البدء بالذهاب لشراء البقالة وتناول وجبة في مطعم بمفردك.

2. ممارسة النشاط البدني: ابدأ في ممارسة التمارين الرياضية وحافظ على الانتظام، حيث يمكن لتوسيع نطاق الحركة البدنية والنفسية أن يساعد في زيادة الثقة بالنفس والقدرة.

3. العمل على الاستقلالية: قم بتقييم علاقاتك مع الأشخاص المقربين وحدد الطرق التي تعتمد فيها على الآخرين، وبدلًا من ذلك، اعمل على تحقيق الاستقلالية تدريجيًا دون الحاجة للدعم المستمر منهم.

4. تطوير الثقة بالنفس: اسمع لأفكارك ومشاعرك واستجب لحدسك، وقبل أن تسعى لمعرفة آراء الآخرين، اتخذ القرارات استنادًا إلى ما تشعر به أنت، وتحقق من قدرتك على التعامل مع النتائج بثقة.

5. التحقق من حاجتك للموافقة: تذكر أن الحاجة للموافقة والتمتع بالاستحسان يختلف عن الحاجة الزائدة لموافقة الآخرين، لذا قم بتقييم حقيقة حاجتك لموافقة الآخرين وحاول التركيز على احتياجاتك الشخصية دون الاعتماد الزائد على آراء الآخرين.

علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية اطلب الدعم من " مطمئنة"

تواصل معنا إذا كنت تشعر بتواجد بعض أعراض اضطراب الشخصية، أو إذا لاحظت أن أحد أفراد عائلتك يعاني منه. بدء المتابعة النفسية والاجتماعية على الفور يحمي المصاب وأسرته من تداول مضاعفات الاضطراب. تُميز مطمئنة بكونها بيئة آمنة مبنية على السرية التامة، حيث يُمكنك حجز جلساتك في أي وقت وبدء الحديث مع المختص