ما هي سمات الشخصية القلقة؟  ككل الشخصيات الأخرى، تعد مزيجًا من التفكير والمشاعر والسلوك. يتجلى هذا الاختلاط سواء كحالة شاملة أو كصفة تظهر في ردود الأفعال المتنوعة. تتجه الشخصية القلقة بشكل طبيعي نحو العمل الجاد دون إيلاء اهتمام كافٍ للراحة أو المتعة. 

الرغبة في النجاح تمثل مصدر التلذذ الذي تشعر به هذه الشخصية. يجب مراعاة أن الإنجازات قد لا توفر لها السعادة، لأنها تكون عادةً غير قادرة على قبول النقص أو الانتقاد. تتطلع دائمًا إلى تحقيق مستويات تتجاوز توقعات البشر العادية.

على الرغم من أن الالتزام بالنظام والدقة والالتزام يشكلون سمات إيجابية للشخصيات الناضجة والإنتاجية، يجب تجنب التطرف والمبالغة في هذه السمات، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب في الشخصية يؤثر على مسار الحياة والعلاقات الشخصية.

بالنسبة لانتشار الشخصية القلقة ، لا توجد دراسات توضح النسبة المئوية بالمقارنة مع أنماط شخصيات أخرى. ومع ذلك، يُلاحظ عياديًا أن العديد من الأشخاص يظهر لديهم سمة واحدة أو أكثر من سمات الشخصية القلقة، وتظهر هذه السمات لدى النساء والرجال، ورغم ذلك، يظهر أن الانتشار أكثر بين الرجال وفقًا للأبحاث العلمية.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات ذو ثقة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من افضل اخصائيين علم النفس مثل أ.د. طارق الحبيب

سمات الشخصية القلقة

• تتجه الشخصية القلقة نحو التنظيم والترتيب بصورة كبيرة ، حيث يظهر ميله لاتباع النظام بدقة فائقة دون أدنى مرونة أو انتباه لاحتياجاته الشخصية فيما يتعلق بالراحة.

• يكره فكرة التغيير ويولي اهتمامًا خاصًا للتفاصيل، مما يجعله يبالغ في الأمور إلى حد الوصول إلى دائرة مغلقة من التفكير السلبي.

• يظهر حساسية متفوقة في تفسيراته وإدراكه لمواقف الناس، مما قد يؤدي إلى تفسير بعض الكلمات بشكل خاطئ وعدم فهم القصد الحقيقي.

• يسعى للكمال في كل فعل لتجنب انتقادات الآخرين وتقييماتهم السلبية تجاهه.

• يعيش بشكل دائم في حالة من القلق وعدم الراحة.

أسباب تطور الشخصية القلقة

ترتبط تطوّر اضطرابات الشخصية القلقة بعدة أسباب رئيسية، تشمل هذه الأسباب:

•  الأسباب النفسية: تتعلق بالقلق المفرط في الطفولة، وتزايد الضغوطات الحياتية، واهتزاز الثقة بالنفس بشكل مستمر.
• ارتباط حدوث مواقف سيئة مع رؤية بعض الأشخاص، مما يثير شعورًا بالقلق فور رؤية هؤلاء الأشخاص وقبل وقوع الحدث.
•  الأسباب البيولوجية: يمكن أن يكون تطور الشخصية القلقة وراثيًا، حيث يحدث خلل في النظام الفسيولوجي المتعلق بنهايات الأعصاب والمستقبلات في الجهاز العصبي المركزي.

اقرأ ايضا: اضطرابات الشخصية الفصيمية 

آثار الإصابة باضطراب الشخصية القلقة

تتجلى رغبة أصحاب الشخصية القلقة في تحقيق الكمال كهمس فوضوي يسعون لتحقيقه. وبما أن هذا الهدف لا يتناسب مع قيم البشر، فإن القلق يسيطر بشكل كبير على حياتهم، مما يؤدي إلى سلسلة من الإحباطات ناتجة عن عدم الرضا، وهذا ينعكس على علاقاتهم وأعمالهم، حتى الإنجازات التي يحققونها.

يعتبر العلماء النفسيون أنه من الطبيعي أن يكون هناك قلق مقبول وحتى ضروري لتهيئة الفرد والدفاع عن النفس في مواقف الحياة المختلفة. ولكن، التهوّر في هذا القلق يشكل عقبة أمام التكيف الإيجابي مع التحديات المختلفة في الحياة.

تأثيرات سمات الشخصية القلقة تظهر بشكل واضح على العلاقات الاجتماعية للفرد، حيث يميل إلى إرضاء الآخرين على حساب راحته الشخصية، مما يهدف إلى حماية نفسه من اللوم الشخصي وتوجيه الضمير. هذا يؤدي إلى حالة من التذمر وشعور عام بعدم الرضا تجاه الآخرين.

قد يفقد الفرد صاحب الشخصية القلقة القدرة على إدارة وقته وتحكم في انفعالاته بفعل انشغاله بأفكار سلبية وتوقعات غير واقعية. ينعكس ذلك على تركيزه، مما يقلل من فرص نجاحه في الحياة بمستوى يتناسب مع إمكانياته الحقيقية.

نتيجة للتوتر المستمر والشعور بعدم الراحة، قد تظهر بعض الأعراض الجسدية كالصداع المستمر والقولون العصبي وآلام في العضلات أو المفاصل.

علاج الشخصية القلقة:

• الجلسات العلاجية: تشمل العلاجات النفسية، خاصةً العلاج المعرفي السلوكي واستخدام تقنيات العلاج التحليلي، استحضار تجارب الطفولة المؤلمة التي أدت إلى تصلب الشخصية وإحساسها باليأس والحرمان.

 يتم معالجة هذه التجارب من خلال تقنيات العلاج المعرفي، حيث يتم تصحيح المعتقدات السلبية للفرد حول نفسه وحول الآخرين. يتم ذلك من خلال أداء أنشطة ومهام مع المعالج.

•  العلاج الدوائي: يتم من خلال العلاج الدوائي معالجة الأعراض المرضية المصاحبة لاضطراب الشخصية القلقة وتخفيف حدة القلق، خاصة في الحالات الشديدة.

 بـ 99 ريال فقط شاهد مهارات التعامل مع الشخصية القلقة (الحساسة) مع أ.د طارق الحبيب 

اسئلة شائعة:

كيف يفكر مريض القلق؟ 

يظهر القلق في الوضعيات التي يتخيلها الفرد كمواقف خارجة عن نطاق سيطرته ولا يمكن تجنبها، حتى وإن كانت بعيدة عن الواقع الفعلي.

 يعرِّف دايفد بارلو القلق بأنه "حالة مزاجية تتخذ اتجاهاً مستقبلياً، حيث يستعد الشخص للتعامل مع أحداث مستقبلية سلبية". ويتم التمييز بين القلق والخوف من خلال التفريق بين المخاوف المتعلقة بالحاضر وتلك المرتبطة بالمستقبل.

كيف تخفض القلق؟ 

تواصل مع مجتمعك أو أفراد عائلتك أو أصدقائك. تحدث مع شخص تثق به بشأن مشاعرك أو أي مخاوف، وخصص وقتًا للأنشطة الثقافية أو الدينية.

علاج الشخصية القلقة اطلب الدعم من “ مطمئنة”

تواصل معنا إذا كنت تشعر بتواجد بعض أعراض اضطراب الشخصية، أو إذا لاحظت أن أحد أفراد عائلتك يعاني منه. بدء المتابعة النفسية والاجتماعية على الفور يحمي المصاب وأسرته من تداول مضاعفات الاضطراب. تُميز "مطمئنة" بكونها بيئة آمنة مبنية على السرية التامة، حيث يُمكنك حجز جلساتك في أي وقت وبدء الحديث مع المختص.