كيف تتحول من السلبية إلى الإيجابية؟
الرئيسية مدونة مطمئنة
2025-05-19 الكاتب: فريق مطمئنة
كيف تتحول من السلبية إلى الإيجابية؟

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا محاطين بأشخاص يتمتعون بطاقة إيجابية تدفعهم لمواجهة التحديات بروح متفائلة، وآخرين يغرقون في السلبية والتشاؤم، مما يجعلهم أكثر عرضة للتوتر والقلق. ولكن، هل تساءلت يومًا: لماذا يكون بعض الناس سلبيين وآخرون إيجابيين؟

الدكتور طارق الحبيب، يطرح رؤية مختلفة حول هذه المسألة، إذ يرى أن السلبية والإيجابية ليستا مجرد طباع يولد بها الإنسان، بل هما نتاج القيم التي يمنحها الإنسان للأحداث التي يمر بها. فكيف يمكننا التحكم في هذه القيم وتحويل تفكيرنا نحو الإيجابية؟

حوار غير متوقع: كيف تتشكل السلبية؟

في أحد المجالس، طرح أحد الأصدقاء سؤالًا على صديقه قائلًا: "لماذا أنت سلبي؟" لكن الدكتور طارق الحبيب لم ينتظر إجابة الشخص المُتهم بالسلبية، بل بادر بالسؤال: "ولماذا أنت إيجابي؟"

كانت إجابة السائل أن "الإيجابية أمر صعب"، لكن الدكتور الحبيب رفض هذا التفسير، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعلق بالصعوبة، بل بالقيمة التي يمنحها الشخص للإيجابية أو السلبية.

من هنا، تدخل الشخص الذي وُصف بأنه سلبي قائلًا: "أنا لست سلبيًا، لكني أرى الأمور بوضوح وأكون دقيقًا في حياتي". فكان رد الدكتور الحبيب: "لا، بل لأنك منحت السلبية قيمة أعلى، فأصبحت جزءًا من طريقة تفكيرك".

هذا الحوار البسيط يكشف عن فكرة جوهرية: ما نراه إيجابيًا أو سلبيًا هو انعكاس للقيمة التي نضعها لكل جانب من جوانب الحياة.

كيف تؤثر أفكارنا على نظرتنا للحياة؟

عندما يحين وقت النوم، ماذا تتذكر عادةً؟ هل تسترجع اللحظات الجميلة من يومك، أم تسترجع المواقف السلبية والمشكلات التي واجهتها؟

أغلب الناس يميلون إلى التركيز على السلبيات، ليس لأنهم يريدون ذلك، ولكن لأنهم أعطوا قيمة أعلى للمشكلات والتحديات، معتقدين أن التفكير بها سيساعدهم على حلها. ولكن، هل تكرار التفكير بالمشاكل قبل النوم يساعد على إيجاد حلول؟ بالطبع لا، بل يؤدي إلى مزيد من القلق واضطراب النوم.

على الجانب الآخر، هناك من يركز على اللحظات الإيجابية، مما يجعله أكثر سعادة وطمأنينة. الفرق بين الحالتين لا يكمن في الظروف، بل في طريقة تفسيرنا للأحداث والقيمة التي نعطيها لكل منها.

كيف نعيد برمجة أفكارنا نحو الإيجابية؟

يرى الدكتور طارق الحبيب أن أحد أهم الأدوات التي تساعد الإنسان على التحول من السلبية إلى الإيجابية هو إعادة تعريف المواقف، أي إعطاء معنى قيمي مختلف للأحداث التي نمر بها.

على سبيل المثال:

  • عندما يواجهك شخص مسيء، يمكنك أن ترى تصرفه على أنه هجوم شخصي يستحق الرد، أو أن تعتبره فرصة لتدريب نفسك على التحكم في الانفعالات.
  • عندما تواجه مشكلة مالية أو مهنية، يمكنك أن تراها كعائق، أو كفرصة لإعادة التفكير في أسلوبك واتخاذ قرارات أكثر حكمة.

الإيجابية لا تعني إنكار المشكلات، بل تعني منحها قيمة مختلفة تساعدك على التعامل معها بمرونة وحكمة.

الإصرار على الطمأنينة رغم الضغوط

الحياة مليئة بالضغوط والمشكلات، ولكن الفارق بين شخص يعيش في راحة نفسية وآخر يعاني من التوتر المستمر هو طريقة تفسيره للأحداث.

هذا يوضح أن إصرار الإنسان على الطمأنينة والرضا، حتى في أصعب الظروف، هو ما يجلب له الراحة والسعادة.

هل الإيجابية قرار داخلي أم مجتمعي؟

الإيجابية ليست مجرد قرار يتأثر بالمجتمع، بل هي قناعة داخلية تتشكل في العقل والقلب.

فعندما تكون نفسيته إيجابية، فإن:

  • عينه لا ترى إلا الجمال، وإذا واجه قبحًا، فإنه يبحث عن الجوانب الإيجابية فيه.
  • أذنه تلتقط الإيجابية، ليست لأنها لا تسمع السلبيات، ولكن لأنها تميز المفيد وتتجاهل غير النافع.
  • لسانه ينطق بما ينعكس عن قلبه، فينشر التفاؤل والطاقة الإيجابية فيمن حوله.

لكن هل هذا يعني أن الشخص الإيجابي لا يرى المشكلات؟ بالطبع لا، بل هو يدركها ولكنه لا يسمح لها بالسيطرة على طريقة تفكيره أو التأثير على حالته النفسية.

كيف تتحول من السلبية إلى الإيجابية؟

إليك بعض الخطوات التي تساعدك على تبني الفكر الإيجابي:

  1. راقب أفكارك: انتبه إلى اللحظات التي تبدأ فيها بالتفكير السلبي، واسأل نفسك: "لماذا أرى هذا الحدث بهذه الطريقة؟ هل يمكنني منحه تفسيرًا إيجابيًا؟".
  2. أعد تعريف المشكلات: بدلًا من اعتبار المشاكل عوائق، حاول أن تراها فرصًا للتعلم والتطور.
  3. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين: لأن البيئة تؤثر بشدة على طريقة تفكيرك، فحاول أن تتفاعل مع من يشجعك على التفاؤل.
  4. مارس الامتنان يوميًا: خصص وقتًا يوميًا لتذكر الأشياء الجميلة في حياتك، حتى لو كانت بسيطة، فهذا يساعدك على تعزيز التفكير الإيجابي.
  5. تحكم في طريقة استجابتك: لا يمكنك التحكم في كل ما يحدث حولك، ولكن يمكنك التحكم في ردة فعلك تجاهه.

القرار بيدك!

في النهاية، السلبية والإيجابية ليستا مجرد صفات يولد بها الإنسان، بل هما خيارات نحددها بأنفسنا. كلما أصررت على التفكير الإيجابي، كلما زادت طمأنينتك وسعادتك، وكلما ركزت على السلبيات، كلما زادت تعاستك وتوترك.

إذًا، لماذا أنت سلبي؟ الجواب بسيط: لأنك اخترت أن تكون كذلك. والخبر الجيد؟ يمكنك اختيار الإيجابية في أي لحظة، فالقرار بيدك!

ابدأ اليوم و احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي لتبدأ رحلتك نحو حياة مليئة بالسعادة والراحة النفسية.

 

المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

الاضطرابات النفسجسدية: الأعراض، والأسباب، والعلاج

2022/09/12

التبول اللاإرادي

2022/09/12

التوحد

2022/09/12

رهاب قيادة السيارة - الأسباب ، الأعراض والعلاج

2022/08/06

الأمراض والاضطرابات النفسية ما بعد الولادة

2022/09/12

الانتحار

2022/09/12

الاضطرابات الانشقاقية - الأعراض والأسباب والعلاج

2022/09/12

الحب بين الزوجين

2022/09/12

الصمت الاختياري

2022/08/06

التعلق المرضي

2022/09/12

جميع الحقوق محفوظة © مركز مطمئنة - السعودية 2025