يصيب الوسواس القهري الأطفال مثلما يصيب الكبار، لكن [وسواس الأفكار] أخفى لدى الأطفال. يرجع ذلك لصعوبة التعبير، والخوف والحرج من بعض الأفكار، مثل الوساوس الجنسية ووساوس الاستهزاء والاعتداء والإيذاء.
سأتحدث عن طرق بسيطة ومفيدة للتعامل مع هذا الوسواس.
– ربما لا يخبر الطفل والديه بما يعانيه، لذلك عند ملاحظة انعزاله أو كثرة السرحان أو مظاهر الكآبة، فهذه إشارة ليست بالضرورة للوسواس، لكنها تشير لحاجته للمساعدة.
– عند التحدث له، أوضِح استعدادك للمساعدة أيًا كان الأمر الذي سيخبرك به، وحاول ضبط مشاعرك وتعابيرك عندما يتحدث عن شيء صادم لك.
– لا تخبره أن التفكير بهذه الأفكار سيء ويجب نسيانها، لأن ذلك يزيد من تركيزه عليها.
– لا بد أن يفهم بأنها ليست منه، ووجودها في باله لا يعني أنه موافق عليها، أو سيفعل ما تقوله، بل هي كالحشرات المزعجة.
– يتدرب على صرف انتباهه، بأن ينشغل بلعبة عقلية مثلًا تخفف تدريجيًا من حجم الفكرة. مراجعة المعالج النفسي خطوة أساسية ومثمرة جدًا بإذن الله، غالبًا ستدور الجلسات حول ثلاثة أمور:
١- إرشاد الوالدين بطرق التعامل، خصوصًا لو كانت هناك حماية زائدة في التربية.
٢- علاج معرفي تثقيفي للطفل وتفسير الوسواس له بشكل يناسبه.
٣- علاج سلوكي مثل التعرّض التخيلي والمواجهة، وغيرها.
بعض أمثلة الوسواس التي شاهدتها في العيادة: أفكار الاستهزاء بالدين، الاستهزاء بالوالدين والآخرين ثم خوفه أن يعاقبه الله بسبب ذلك، أفكار عن الرغبة بإيذاء الآخرين ثم الخوف من تحققها، أفكار تخبره بأنه سيتحرش جنسيًا بأحد وأنه يرغب ذلك، إيذاء الذات.
التحذيرات المتزايدة مؤذية للطفل، فهي تغير استجابته للعالم وفقًا لهذه التحذيرات، فيبالغ في الخوف من الوقوع في الخطأ/اعتداء الغرباء/... . بدلًا عن ذلك، أكسبه الخبرة في التعامل مع المشكلات.
شكراُ سيقوم الفريق بمراجعة التعليق ومن ثم نشره