قد يجد الطفل الذي يتعرض للتحرش الجنسي صعوبة في التعبير عما يحدث له بكلمات مناسبة. غالبًا ما يكون من الصعب على الطفل فهم الانتهاك الذي يخترق خصوصية جسده الصغير ويسبب له أذى قد يؤثر عليه لفترة طويلة في حياته.
إذا شعر الطفل بالإساءة، فمن المحتمل أن يتردد في الكشف عن ذلك بسبب الخجل. فماذا يمكن للأم أو الأب أن يفعلوا لكشف تعرّض الطفل أو المراهق للتحرش؟
هذا الأمر صعب إلى حد ما، خاصة مع التهديدات التي يفرضها المتحرش والتي تجعل الضحية تشعر بالقلق والخوف. ومع ذلك هناك مجموعة من العلامات التي يُقدمها المتخصصون كدلائل على حدوث شيء مريب يجب التحقق منه.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب.
نعم بلا شك، يترك التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة أثرًا نفسيًا وعاطفيًا يظل واضحًا حتى في سنوات الكبر.
يُعتبر التعرض للتحرش الجنسي والإساءة الجسدية في سن الصغر من الأسباب الرئيسية للاضطرابات النفسية والعاطفية، مثل الرهاب الاجتماعي، والاضطرابات الجنسية، والقلق، والاكتئاب، وأمراض الشخصية الأخرى.
قوة تأثير التحرش في الصغر على الضحية في الكبر ترتبط بعدد من العوامل المعقدة والمترابطة، بما في ذلك وعي الطفل بالتجربة التي تعرض لها وعمره عند وقوع الحادث، ونوع التحرش الذي تعرض له.
وطريقة التعامل التي اتخذتها الأسرة والمقربون مع الحادثة، والدعم العاطفي والعلاجي الذي تلقاه الطفل في فترة ما بعد التحرش، والعوامل الأخرى ذات الصلة.
تأثير التعرض للتحرش الجنسي في الصغر على الكبر:
يترتب على التعرض للتحرش الجنسي في الصغر زيادة في احتمالات الإصابة بالاضطرابات النفسية والعاطفية بشكل كبير.
يرتبط التعرض للتحرش في الصغر بزيادة الاحتمالات للإصابة بالأمراض النفسية مثل اضطراب الوسواس القهري، و اضطرابات الجسدنة، واضطرابات القلق والاكتئاب والذهان.
دراسات أجريت في عام 2017 أظهرت أن الأفراد الذين تعرضوا للتحرش الجنسي في الصغر يكونون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق في مرحلة الكبر. يرتبط هذا بمشاعر منخفضة للقيمة الذاتية، والشعور بالذنب والعار، بالإضافة إلى الاضطرابات العاطفية التي ينتج عنها التحرش في الصغر.
التحرش في الصغر قد يسبب تحوّلاً في الميول والأفكار الجنسية عند الضحية، مما يؤثر على حياته الجنسية في الكبر، مثل القرف والنفور من العلاقة الجنسية أو رهاب الجماع أو الميول الجنسية غير الطبيعية، إضافةً إلى البرود الجنسي و انحرافات في السلوك الجنسي.
الانسحاب الاجتماعي هو رد فعل شائع بين الأفراد الذين تعرضوا للتحرش في الصغر، حيث يصبح الطفل أكثر انطوائية ويميل للانعزال، ويمكن أن يكون هذا الشعور طويل الأمد مما يجعل الشخص عاجزًا عن التفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.
تأثير التحرش في الصغر يمكن أن يؤثر على قدرة الفرد على تكوين علاقات عاطفية صحية في الكبر، بسبب الآثار النفسية والعاطفية الطويلة الأمد التي يتركها التحرش في الصغر، مما يؤدي إلى صعوبات في التوازن في العلاقات العاطفية بسبب مشاعر الخوف والقلق والخجل والعار.
أحد الآثار الشائعة للتعرض للتحرش في الصغر هو تأثيره على ثقة الفرد بالآخرين، سواء كان ذلك تجاه الجنس الآخر أو فئة معينة أو على نحو عام، مما قد يؤدي إلى صعوبات في بناء علاقات اجتماعية وعاطفية مستقرة في الكبر.
احصل على دورة التحرش الجنسي للاطفال بــ 99 ريال فقط مع أ.د طارق الحبيب
التحرش والاعتداء الجنسي بين الخرافات والحقائق:
ينتشر في المجتمعات العديد من الخرافات حول فكرة وعملية التحرش الجنسي، ما يصعّب من عمل المختصين ويعرّض المزيد من الأطفال للخطر. إليك أبرز تلك الخرافات:
1. القدرة على اكتشاف المتحرش من خلال مظهره وتصرفاته:
هذه الخرافة شائعة وغير صحيحة. في الواقع، لا توجد طريقة مؤكدة للتعرف على المتحرش الجنسي. يمكن أن يكون المتحرش ظاهرياً عادياً ولطيفاً، خصوصاً إذا كان ينتمي إلى دائرة الأقرباء للضحية.
2. عدم خطورة التحرش إذا لم يُقاوم الطفل:
هذه الخرافة تفترض أن عدم مقاومة الطفل للتحرش يعني أنه لم يعتبر الأمر سيئاً بما فيه الكفاية، وتوجه بشكل خاص للفتيات. في الحقيقة أثناء التحرش الجنسي، يمكن أن يدخل الضحية في حالة من الصدمة تجعل من الصعب عليه التحرك أو التحدث أو التفكير.
3. الأشخاص الذين يسيئون لأطفالهم فقط هم المتحرشون:
هذه الخرافة تجعل الكثير من الأهل يحتملون أن المتحرش قد يكون بعيداً، بينما قد يكون حاضراً ومن داخل الأسرة. ليس كل الأشخاص السيئين يؤذون أطفالهم عمداً، وفي كثير من الحالات، يعاني المرتكب من مشاكل صحية عقلية أو إدمان على المخدرات.
4. معظم المعتدين على الأطفال هم غرباء:
هذه الخرافة ترفض الاعتراف بأن الأشخاص المقربين من الأسرة يمكن أن يكونوا متحرشين بالأطفال. في الحقيقة، تحدث أغلب حالات الإساءة جنسية من قبل أفراد الأسرة أو المقربين منها، حيث يثق الأهل بسلامة الطفل وقدرته على التعامل مع أقربائهم بمفردهم.
5. الأطفال الذين يتعرضون للتحرش يكبرون ويصبحون مسيئين:
هذه الخرافة تسبب إعادة تدمير حياة الضحايا، حيث يمكن أن يعاني الأفراد الناجون من التحرش من صعوبات نفسية تجعلهم أكثر عرضة للتكرار كبالغين. ومع ذلك، هناك من يجد في تجربته السابقة دافعاً لحماية أطفالهم ويصبحون آباءً متميزين.
اقرأ ايضا: اضطراب الهوية الجنسية
1. الاستماع للطفل عمّا حدث له:
يجب أن يكون الأهل مدركين لأهمية الاستماع بتفهم واحترام تجربة الطفل بدون التعبير عن القلق بطريقة تؤثر سلبًا على نفسية الطفل. ينبغي تأكيد أنك تصدق ما يقوله الطفل وأنه ليس مسؤولًا عن ما حدث، مما يشجعه على التحدث بصراحة ووضوح حول التحرش الذي تعرض له.
2. الإبلاغ عن حادثة التحرش:
من الضروري بشدة عدم السكوت حول التحرش الذي تعرض له الطفل والإبلاغ عن ذلك للجهات المختصة. يجب أن يأخذ الطفل حقه ويتم تأكيد له أن هذا السلوك الشنيع له عواقب لا مفر منها، كما يساعد على منع تعرض أطفال آخرين للتحرش من قبل نفس المتحرش.
3. الحفاظ على الهدوء:
ينبغي تجنب الغضب والانفعال عند التعامل مع الطفل بعد تعرضه للتحرش، حيث إن ذلك قد يزيد من الآثار النفسية الضارة التي يعاني منها. يجب تقديم الدعم والتأكيد على أن الطفل غير مسؤول عن الواقعة، وتقديم الرعاية والأمان له.
4. تعزيز التوعية والتثقيف:
ينبغي التركيز خلال الحديث مع الطفل على التوعية حول أن ليس كل الأشخاص سيئون، وتعليمه كيفية التعامل مع المواقف المشابهة في المستقبل لحماية نفسه. يجب أن يدرك الطفل أن التحرش الذي تعرض له لن يؤثر على حياته المستقبلية.
5. توفير الدعم النفسي للطفل:
يحتاج الطفل إلى الدعم النفسي من قبل الأهل للتعافي من الآثار النفسية للتحرش. يتضمن الدعم النفسي الحديث المستمر مع الطفل وتوفير الأمان والرعاية، وإذا لزم الأمر، فإنه من الممكن عرض الطفل على متخصص في الصحة النفسية لتقديم المساعدة اللازمة.
6. توفير بيئة آمنة:
يجب توفير بيئة آمنة ومريحة للطفل في المنزل والمدرسة والأماكن العامة، وذلك لتعزيز شعوره بالأمان والراحة. يمكن اتخاذ إجراءات إضافية مثل تأمين النقل ومراقبة علاقاته مع الأشخاص الآخرين لتقديم الحماية الإضافية للطفل والوقاية من التعرض للتحرش مرة أخرى.
لعلاج آثار التحرش في الصغر احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي
موضوع مميز جدا