البعد المكاني بين الزوجين ولفترة طويلة في رؤيتي أنه ضد البناء الصحيح لشكل الحياة الزوجية ، وهذا لا يعني خيانة أحد الطرفين أو تغير مشاعره ، ولكن البعد يقلل من القدرة على إشباع الحاجات النفسية والعاطفية والجسدية والتي لا تتحقق إلا داخل الحياة الزوجية مما قد يولد في النفس الشعور بالغربة من الطرف الآخر ..
الحياة قد تتطلب الكثير من الجهد والذي قد يستوجب في بعض الأحيان التخلي عن الرغبات والحاجات التي تريح النفس وتسعدها ، وإذا نظرنا إلى الزواج أنه حاجة ، فإن اختلال مستوى إشباع هذه الحاجة يؤثر على مزاج الفرد وعلى علاقته بالطرف الآخر ، الزواج شراكة حياتية تقوم على التبادل في الاحتياج والتكامل في الرغبات والتقدير لمتطلبات الطرف الآخر و التفهم لمزاجه وسبل راحته ومواطن ألمه .
قد يكون سلوك زوجك تغير وهذا ليس بالضرورة تغير في مشاعره أو عواطفه ولكن ربما أن الجو من حوله مشحون بالمهام والمتطلبات التي قد تجعله أكثر انطوائا و بعدا ، رأيي أن تعيدا النظر في البعد المكاني خاصة أنه لم يناسبكما على ما يبدو، وأن يتم إعادة هيكلة حياتكما الزوجية بحيث تكون لحظات لقائكما أكثر وفرص تواجدكما في مكان واحد أكثر وأن تخبريه برغبتك واحتياجك ، وخلال هذه الفترة لا تلحي عليه السؤال عن سبب تغيره أو بعده وحاولي أن تكوني أما رحيمة تطمئن برسائل حب تارة و باتصالات خالية من العتب والانفعالية و تحمل في طابعها المشاركة الوجدانية.