ما هو الخوف الاجتماعي ؟ " اضطراب القلق الاجتماعي" يُعتبر الخوف الاجتماعي من بين الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا عمومًا، حيث يُعرف بحالة مرضية تتميز بشدة الأعراض وتكرارها في سياقات محددة تتفاوت من شخص لآخر. يعتبر هذا الاضطراب جزءًا من اضطرابات القلق المصنَّفة بشكل عيادي وإحصائي كأحد أكثر الاضطرابات انتشارًا في المجال النفسي.

يتميز بظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تتزامن مع وجود الأفراد، بغض النظر عن عددهم. يمكن أن تظهر الأعراض في وجود شخص أو أكثر، وقد تكون مقتصرة على فئة معينة من الأشخاص دون غيرهم. تتزامن هذه الأعراض مع شعور الفرد بأنه مركز انتباه الآخرين ومحور اهتمامهم، مما يؤثر على قدرته على التفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.

وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنة الذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب

أسباب الخوف الاجتماعي:

أسباب الرهاب الاجتماعي تتنوع باختلاف الأفراد، ويرجع الباحثون والمختصون هذا الخوف إلى عدة عوامل منها:

• أساليب التربية التي تقوم بتقليل قدرات الطفل وتقييد حريته في التعبير عن نفسه.
• التربية التي تشجع على الخجل في مرحلة الطفولة وتعده جزءً من الحياء.
• في بعض الحالات، يمكن أن يكون الخوف الاجتماعي نتيجة لاضطرابات أخرى مثل القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الشخصية القلقة.
• تلعب العوامل البيولوجية أيضًا دورًا في ظهور أعراض الخوف الاجتماعي، ولذلك يستفيد بعض الأشخاص من العلاج بالعقاقير.
• في بعض الحالات، يمكن أن يكون الاقتداء بنماذج سلوكية أو معاناة أحد الوالدين من هذا الاضطراب سببًا في ظهوره عند الأبناء.
• قد ينشأ الخوف الاجتماعي بعد تكرار مواقف احباطية في المناسبات الاجتماعية، تتضمن الانتقادات السلبية والتوبيخ.

أنواع الرهاب الاجتماعي:

1. الرهاب الاجتماعي المعمم: وهو الشعور بالخوف والقلق من جميع المواقف والتفاعلات الاجتماعية.
2. الرهاب الاجتماعي المحدد: وهو الرهبة والقلق من موقف واحد أو اثنين فقط.

كما قسم الأطباء الرهاب الاجتماعي أيضًا بناءً على نوع المواقف التي تثير القلق إلى:

1. مجموعة الأداء: وتشمل الأشخاص الذين يعانون من قلق شديد عند قيامهم بمهام أمام الآخرين أو في أماكن عامة، مثل تناول الطعام في الأماكن العامة أو إلقاء خطاب أمام الجمهور.
2. المجموعة التفاعلية: وتتضمن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق في المواقف التي يحتاجون فيها إلى التحدث مع الآخرين أو التفاعل معهم.

أعراض الخوف الاجتماعي:

• تجنب التحدث مع الآخرين.
•  التلعثم أثناء الحديث، وفي بعض الحالات، عدم القدرة على الحديث.
• شعور بالبرودة في الأطراف.
• رجفة في حركة اليدين.
•  خفقان في القلب.
• قد يصاحب بعض الأشخاص الغثيان أو الشعور بالدوار.

تظهر هذه الأعراض الجسدية عادةً عندما يحاول المريض تجنب الوقوع في الخطأ أو يخشى التعرض لانتقادات سلبية من الآخرين.

 قد تظهر هذه الأعراض بشكل مجتمع أو منفصل، ويمكن أن تتجلى في سلوك محدد مثل تجنب الاحتفالات أو تناول الطعام بجانب الآخرين أو كتابة شيء ما أمام الآخرين، وذلك بحسب شخصية الفرد وأسبابه.

تُعتبر تجنب الاجتماعات ومواجهة الآخرين خوفًا مرضيًا عندما يعيق الفرد أداء وظائفه الحياتية الأساسية لأسباب غير منطقية، فقط لأنه يتجنب التقييمات السلبية من الآخرين.

مضاعفات اضطراب القلق الاجتماعي:

• خلال السنوات العديدة من الصراع والألم النفسي، يتعرض مرضى الرهاب الاجتماعي لمجموعة من المشكلات والخسائر في العديد من المجالات الحياتية، بما في ذلك الاجتماعية والمادية والمهنية والصحية، نتيجة لخوفهم من التقدم وإثبات أنفسهم أمام الآخرين.
• على سبيل المثال، يعاني نسبة 80% من مرضى الرهاب الاجتماعي من اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والفزع ورهاب الساح (بنسبة 45%)، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الرهاب والمخاوف (بنسبة 59%)، واستخدام الكحول (بنسبة 19%)، والاكتئاب النفسي (بنسبة 17%). 
• ويلاحظ أن حدوث الرهاب الاجتماعي في معظم الحالات يسبق وجود هذه الاضطرابات، مما يشير إلى وجود ارتباط محتمل بينهما.

كيف يمكن التخلص من الخوف الاجتماعي:

• علاج الرهاب يتطلب استراتيجيات محددة، مثل تجاهل المخاوف ومواجهتها بشجاعة. يعني ذلك عدم تجنب المواقف التي تتضمن المواجهة، كالجلوس في الصفوف الأمامية في الكلية وتحمّل المسؤولية كأحد أوائل الطلاب. يجب أن تثق في قدراتك ومعرفتك وتتذكر أنك تستحقين النجاح كمن سواك. 
• من جانب آخر، يجب أن تحرصي على المشاركة في الفعاليات الاجتماعية العائلية والاجتماعات مع الأقارب والأصدقاء، حيث تلعب هذه المشاركات دورًا هامًا في تعزيز الثقة بالنفس وتخفيف القلق.
• يمكن لممارسة رياضة المشي وتمارين الاسترخاء أن تكون مفيدة لك. و يُمكن العثور على العديد من البرامج على منصة اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
•  يجب عليك أن تستثمر في دراستك وتسعى جاهدًا لتحقيق النجاح الأكاديمي، و سيساعدك مجال دراستك في بناء ثقتك بنفسك والتغلب على المخاوف. 

أفضل علاج للخوف والرهاب الاجتماعي:

• العلاج النفسي:

تركز العلاج النفسي، وبخاصة العلاج المعرفي السلوكي، على معالجة الأفكار السلبية للمريض واستبدالها بأفكار واقعية وإيجابية. يتضمن ذلك تصحيح مفاهيم المريض عن ذاته وعن الآخرين، ومساعدته في تحسين قدراته ومهاراته في التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم.

• برامج الثقة بالنفس:

تهدف برامج الثقة بالنفس إلى تدريب المريض على التعبير عن مشاعره بطريقة إيجابية ومساعدته على تجنب الانفعالات القلقة، مما يُساهم في تعزيز تفاعله مع مفاهيم إيجابية أكثر.

• العلاج الدوائي:

يُعتبر العلاج الدوائي أحد الطرق الفعالة لعلاج أعراض الخوف الاجتماعي أو الأعراض المرتبطة به، وغالبًا ما يكون الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي هو الخيار الأمثل في بعض الحالات لتحسين الأعراض وتعديلها.

بالرغم من شدة معاناة المرضى المصابين بالخوف الاجتماعي، فإن العلاج يمكن أن يكون فعّالًا جدًا، خاصةً عندما يتعاون المريض ويقبل العلاج بإيجابية.

علاج اضطراب القلق الاجتماعي، اطلب الدعم من " مطمئنة"

تواصل معنا إذا كنت تشعر بتواجد بعض أعراض هذا الاضطراب، أو إذا لاحظت أن أحد أفراد عائلتك يعاني منه. بدء المتابعة النفسية والاجتماعية على الفور يحمي المصاب وأسرته من تداول مضاعفات الاضطراب. تُميز مطمئنة بكونها بيئة آمنة مبنية على السرية التامة، حيث يُمكنك حجز جلساتك في أي وقت وبدء الحديث مع المختص