هل تساءلت يومًا لماذا ننسى الاستمتاع بلحظاتنا اليومية و التفاصيل الصغيرة في حياتنا ؟ 

في زحمة الحياة والمهام التي لا تنتهي  ، نجد أنفسنا عالقين في دوامة لا نعرف كيف نخرج منها . نتنقل من موعد لآخر  ، من مهمة لأخرى  ، وكأننا نسابق الزمن دون أن نمنح أنفسنا فرصة لنستمتع بتلك التفاصيل الصغيرة في حياتنا التي تمر دون أن نلاحظها. لكن هل هذا طبيعي ؟ 

في الحقيقة  ، أسباب تشتت انتباهنا في الحياة اليومية كثيرة ؛ الانشغال المستمر ، الضغوطات  ، وحتى الأهداف الكبيرة التي نسعى لتحقيقها  ، تجعل عقولنا دائمًا تركز على المستقبل  ، أو نعود بذاكرتنا لتكرار ما حدث في الماضي  ، مما يخلق حاجزًا يمنعنا من الاستمتاع بالحاضر . أضف إلى ذلك تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا  ، حيث نقضي وقتًا طويلًا في تصفح الإنترنت والمشاركة في محادثات لا تنتهي على التطبيقات  ، ما يؤدي إلى فقداننا القدرة على التواصل مع أنفسنا ومع ما يدور حولنا . 

ولكن  ، لماذا يُعد العيش في الحاضر والاستمتاع بتفاصيله مهمًا ؟  هنا تأتي أهمية العودة للعيش في الحاضر . التركيز على اللحظة الحالية يعني الاستمتاع بما نملكه الآن  ، دون الانشغال بما لا نستطيع التحكم به . عندما نعيش الحاضر  ، نمنح أنفسنا فرصة لنشعر بالسعادة في الحياة والراحة النفسية  ، ونتحرر من القلق والتوتر المتعلق بالمستقبل . 

هل تعلم أن الاستمتاع بتفاصيل صغيرة  ، مثل صوت العصافير في الصباح أو رائحة القهوة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة والسعادة النفسية ؟ نعم  ، هذه اللحظات تعيد شحن طاقتك وتساعدك على الشعور بالامتنان و بالسعادة والفرح والراحة . لنتحدث أكثر عن هذا الموضوع ونتعرف على كيفية استعادة سعادتنا في التفاصيل الصغيرة في حياتنا ! 

كيف نعيد اكتشاف السعادة في الأمور البسيطة ؟ 

السعادة ليست دائمًا في الإنجازات الكبيرة  ، ولا في تحقيق أهداف ضخمة . طريق السعادة والراحة النفسية الحقيقية تكمن في التفاصيل الصغيرة التي نعيشها يوميًا . إليك بعض الأفكار التي ستساعدك على إعادة اكتشاف تلك السعادة المفقودة :

1. دور الامتنان في تعزيز الاستمتاع باللحظات الصغيرة :

كلما كنا ممتنين ، زادت سعادتنا ! جرّب أن تخصص دقيقة يوميًا لتفكر في ثلاثة أشياء تشعرك بالامتنان . يمكن أن تكون أشياء بسيطة : كضحكة صديق  ، أو نجاحك في تحضير وجبة لذيذة . هذا التمرين البسيط يعزز من شعورك بالسعادة النفسية ويجعلك أكثر وعيًا بما تمتلكه بالفعل . 

2. كيف يمكن للطبيعة أن تكون مصدرًا للإيجابية ؟

أثبتت الدراسات أن التواجد في الطبيعة يقلل من مستويات التوتر والقلق . لذا  ، بدلاً من البقاء في المنزل أمام شاشة الهاتف  ، اخرج للمشي في حديقة  ، أو اجلس لتأمل جمال الأشجار والزهور . كل لحظة تقضيها في الطبيعة تُعد جرعة من السعادة والاسترخاء لعقلك. 

3. ممارسة التأمل والوعي (Mindfulness) كوسيلة للتواصل مع الذات :

التأمل هو أداة رائعة لتصفية ذهنك والتركيز على اللحظة الحالية. اجلس في مكان هادئ ، تنفس بعمق ، وركّز على تنفسك ، أو على صوت من حولك. ممارسة التأمل تعزز من قدرتك على التركيز والعيش في الحاضر دون أن تنجرف إلى أفكار الماضي أو المستقبل . 

4. التوقف للاستمتاع بالأشياء الصغيرة: كوب القهوة الصباحي كمثال :

هل تتذكر آخر مرة جلست فيها لتستمتع بفنجان القهوة الصباحي دون عجلة؟ استشعر رائحة القهوة ، ودفء الفنجان ، والطعم الرائع. هذه اللحظة الصغيرة قد تكون بداية يومك بطريقة ممتعة ومليئة بالطاقة الإيجابية .

عادات صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في يومك : 

الروتين اليومي قد يكون مرهقًا ، لكن إذا أضفت إليه بعض العادات الصغيرة  ، سيتحول ليوم مليء بالسعادة ! 

1. ابدأ بروتين صباحي هادئ :

بدلًا من الاستيقاظ بسرعة والانطلاق إلى العمل ، خذ وقتك. استيقظ قبل موعدك بـ 15 دقيقة إضافية ، واستمتع بالهدوء قبل أن يبدأ يومك . 

2. تخصيص وقت لتدوين اليوميات أو الكتابة عن المشاعر :

الكتابة هي وسيلة رائعة للتعبير عن مشاعرك وفهمها. جرب أن تكتب في نهاية كل يوم 5 دقائق حول ما شعرت به ، وما الأشياء التي استمتعت بها. هذه العادة تعزز من وعيك بنفسك . 

3. تأثير الابتسامة العفوية على المزاج :

الابتسامة  ، حتى لو لم تكن في مزاج جيد ، يرسل إشارات إيجابية للدماغ ، مما يجعلك تشعر بتحسن. ابتسم في المرآة ، أو لمن حولك ، ستجد أن الأمر ليس مجرد حركة وجه ، بل أسلوب حياة . 

4. تعلم قول "لا" لتجنب الإجهاد :

كثرة المهام قد تدفعك للإجهاد والتوتر. تعلم أن تقول "لا" للمهام غير الضرورية ، وخصص وقتًا لنفسك للاسترخاء والراحة . 

كيف تجعل اللحظات الصغيرة عادة يومية ؟

لتحويل الاستمتاع باللحظات الصغيرة لعادة يومية ، عليك إدخال بعض التغييرات في روتينك .

1. تخصيص وقت يومي للتفكير والتأمل :

ابدأ يومك أو انهيه بجلسة تأمل بسيطة ، لتصفية ذهنك وتحقيق السلام الداخلي. 

2. أهمية الاستراحات القصيرة خلال العمل  :

خذ استراحة قصيرة كل ساعتين أثناء العمل ، ولو لبضع دقائق ، لتريح عقلك وتعود للعمل بنشاط . 

3. قوة الروتين البسيط في تنظيم يومك :

أنشئ روتينًا بسيطًا وممتعًا يضيف لليوم نوعًا من الراحة النفسية ، مثل تناول وجبة خفيفة أو قراءة كتاب لمدة 15 دقيقة . 

4. كيف تصنع لحظات خاصة بك بعيدًا عن التكنولوجيا ؟                           

خصص وقتًا خلال اليوم لتكون بعيدًا عن الشاشات ، واستمتع بأشياء واقعية مثل المشي ، أو الاستماع للأصوات من حولك . 

تمارين عملية لتطوير مهارة الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة في حياتنا : 

إذا كنت ترغب في تطوير هذه المهارة  ، جرّب هذه التمارين البسيطة :

1. تمرين يومي للامتنان: كتابة 3 أشياء تشعرك بالسعادة :

كل يوم قبل النوم ، اكتب 3 أشياء تجعل يومك أفضل ، حتى لو كانت صغيرة جدًا. هذه العادة ستعزز لديك الإحساس بالسعادة . 

2. تجربة "الساعة الصامتة" كل أسبوع :

خصص ساعة واحدة في الأسبوع تجلس فيها بصمت تام ، بعيدًا عن المشتتات ، لتعيد التواصل مع نفسك. 

3. تخصيص وقت لـ "التأمل في اليوم" :

خصص وقتًا معينًا كل يوم للتأمل ، سواء في الصباح أو قبل النوم ، لتركيز ذهنك وتهدئة أعصابك. 

كيف تحافظ على لحظاتك الخاصة رغم انشغالاتك ؟

مع الحياة السريعة ، قد يكون من الصعب إيجاد وقت خاص ، ولكن يمكنك المحافظة عليه من خلال:

1. تقسيم الوقت بين العمل والاسترخاء :

خصص وقتًا ثابتًا للاستمتاع بوقتك الشخصي ، بعيدًا عن ضغط العمل. 

2. جدولة "وقت خاص" للاستمتاع الشخصي :

حدد في جدولك اليومي وقتًا مخصصًا لأمور تحبها ، مثل قراءة كتاب أو شرب كوب من الشاي. 

3. تحديد أوقات قصيرة خلال اليوم لتهدئة الذهن :

خذ دقيقتين كل ساعة لتتنفس بعمق وتصفّي ذهنك ، هذا التمرين الصغير سيجدد نشاطك. 

4. مشاركة هذه اللحظات مع الآخرين لتشجيعهم أيضًا على العيش في الحاضر :

شارك هذه اللحظات مع أحبائك ، وتحدثوا عن تجاربكم ، لتصبح العادة جزءًا من حياة الجميع. 

باتباع هذه النصائح والتمارين ، يمكنك الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة في حياتنا وتعيش حياة أكثر سعادة وراحة نفسية . لا تنتظر تحقيق إنجاز كبير لتكون سعيدًا؛ السعادة الحقيقية موجودة في كل لحظة تمر عليك . 

احجز موعدك الآن مع فريق مطمئنة الطبي وابدأ طريق السعادة والراحة النفسية اليوم.