الفراغ العاطفي هو حالة تؤثر على الأفراد سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً عبر مختلف مراحل حياتهم، خاصة في فترة المراهقة حيث تكون الحساسية متزايدة.
تتمثل هذه الحالة من نقص عاطفي يشعر به الشخص، حيث يشعر بالغربة حتى بين الأقرباء والأصدقاء وزملاء الدراسة والمعارف. ينتابه شعور بالوحدة والفراغ، ويفقد رغبته في الحياة وتزداد حساسيته تجاه أمور قد لا تستحق هذا الاهتمام. كما يفقد الثقة بنفسه بسبب شعوره بأنه غير مهم بالنسبة لمن حوله.
تُعتبر حالة الفراغ العاطفي خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح، حيث قد تؤدي إلى انزلاق الأفراد - خصوصا الشباب - نحو السلوكيات الخاطئة مثل الإدمان للتخلص من الألم، أو البحث عن الاعتراف العاطفي خارج المنزل بمساعدة رفاق سيئين، أو الانجراف إلى علاقات غير صحية مع أشخاص يمكنهم استغلال حالة الضعف العاطفي لديهم. يمكن أن تكون العواقب كارثية وتسبب أضراراً نفسية كبيرة على المدى الطويل.
وفي هذا المقال سنقدم لك معلومات قيمة من فريق مطمئنةالذي يضم مجموعة من أفضل الأخصائيين والأطباء النفسيين تحت إشراف أ.د. طارق الحبيب
أسباب الفراغ العاطفي:
غياب الحب من الجنس الآخر:
يمثل أمرًا مؤثرًا على الصحة النفسية للأفراد، سواء كانوا شبابًا أو فتيات، خاصة في سن النضوج. فالعلاقة العاطفية مع الجنس الآخر تعتبر أساسية لكل طرف، حيث يحتاج كل منهما إلى وجود الشريك في حياته. عندما يتعرض أحدهما لغياب هذه العلاقة أو لصدمات مثل الخيانة والخذلان، يشعر بالفراغ العاطفي والوحدة.
غياب الثقة في النفس:
يعزز هذا الشعور بالفراغ العاطفي، حيث يبدأ الشخص في استنزاف قيمته الذاتية من تفاعلاته مع الآخرين وثقته بنفسه تتأثر بشكل كبير بعلاقاته الإنسانية. عندما لا يجد الاهتمام والتقدير من هؤلاء الأشخاص، يشعر بأنه غير قيم وغير مهم، مما يدفعه إلى دوامة من الفراغ العاطفي.
العادات والتقاليد:
في بعض المجتمعات، قد تكون العادات والتقاليد عائقًا أمام نمو الشباب والفتيات على النحو النفسي الصحي، حيث تمنع بعض العادات الاختلاط بين الجنسين وتحد من فرص الفتاة في التعلم والعمل، كما قد تضعها في مواقف مثل الزواج دون مراعاة لرأيها ومشاعرها. تلك السلوكيات تجعل الشباب والشابات يشعرون بالغربة داخل مجتمعاتهم و بالفراغ العاطفي.
مواقع التواصل الاجتماعي:
قد تسهم مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة الفراغ العاطفي، حيث يعيش الأفراد المدمنون على هذه المواقع في عزلة عن من حولهم، مما يزيد من شعورهم بالفراغ العاطفي الحقيقي. يلجأون إلى العالم الافتراضي لملء احتياجاتهم العاطفية، بما في ذلك العلاقات الزائفة والحب الافتراضي الذي لا يمت للواقع بصلة، مما لا يزيد إلا من شعورهم بالفراغ النفسي.
الفجوة العاطفية بين الأهل والأبناء:
تعود جذورها إلى نقص الدعم العاطفي داخل الأسرة. عندما ينعدم الاتصال العاطفي مع الأسرة، يصبح الشخص عرضة للشعور بالفراغ العاطفي.
في مجتمعاتنا العربية غالبًا ما تتميز التربية بالتركيز على توفير احتياجات المادية فقط، دون أن تولي الاهتمام الكافي للحنان والمشاعر العاطفية. التربية تتعدى مجرد توفير المأكل والملبس والنفقات، إذ تشمل أيضًا تلبية الاحتياجات العاطفية للأبناء.
الكثير من الأهل يكونون مشغولين بالالتزامات المادية ويغيبون عن تلك الاحتياجات العاطفية لأبنائهم، مما يؤدي إلى عدم فهمهم لتجاربهم الحياتية ومعاناتهم. يتحول العلاقة بينهم إلى علاقة واجب فقط، تقتصر على الأوامر والطاعة دون وجود تواصل عاطفي يغذي الروح.
ينصح بأن يقبل الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي شعوره ويتقبله دون الاستسلام له وأن يحاول التعايش مع هذا الشعور لأنه من الطبيعي أن يستمر الفراغ الذي قد ينشأ عن فقدان شخص عزيز عليه.
2. تخصيص الوقت للنفس:
بدلاً من اللجوء إلى الأدوية أو الأنشطة الترفيهية مثل مشاهدة التلفاز، يُنصح بالاستكشاف الذاتي والبحث عن الأحلام والأماني التي يتمناها الشخص ووضع أهداف واضحة لتحفيزه وإعطائه معنى لحياته.
3. اختبار المشاعر:
تخصيص خمس دقائق يوميًا لتعبير الشخص عن مشاعره الحالية وكتابتها، أو اختبار الشعور والتأمل في جزء من جسمه لمساعدته في التسامح مع مشاعره.
4. اكتشاف المسبب:
يمكن للشخص أن يجلس مع نفسه ويجيب عن أسئلة تساعده على معرفة ما يسبب الفراغ العاطفي لديه، مثل كيف يتعامل مع نفسه بالإيجابية وكيف يقارن نفسه بالآخرين.
5. الثناء على الذات:
يُشجع الشخص على قبول شعوره بالفراغ والعيش برضا مع وجود التحديات في الحياة، لأن كل فرد يستحق أن يعيش حياة مرضية وذات معنى بغض النظر عن الصعاب التي يواجهها.
عدم الانفتاح هو إحدى العلامات الشائعة جدًا، حيث يمكن للرجل عدم الكشف عن مشاعره الحقيقية وعدم التعبير عما يدور في ذهنه، مما يؤدي إلى إبقاء مشاعره مكتومة داخله. هذا يكون أكثر وضوحًا عندما يكون الرجل معقدًا وصعب القراءة، حيث لا يشارك شيئًا من أخباره الجيدة أو السيئة.
عدم الارتياح لمشاعر الشريكة هو علامة على عدم الراحة العاطفية للرجل، حيث لا يقبل أو يدعم الشريكة عندما تعبر عن مشاعرها. وعندما يشعر الرجل بالعدم الراحة أو التأجيل أو الإحباط أو الانسحاب عندما تختار شريكته الانفتاح والضعف، فهذا يعني أنه غير قادر على التعامل بفعالية مع مشاعره الخاصة أو مشاعر شريكته، مما يشير إلى وجود فراغ عاطفي أو عدم توفر عاطفي لديه.
الماضي الشخصي للرجل يمكن أن يكون لغزًا نادرًا، حيث يختار الرجل أن يخبر شريكته فقط بالأحداث الأساسية لماضيهما دون أن يهتم بالتفاصيل الأخرى، ويرفض مشاركة شريكته بالمزيد عن حياته. هذا يعني أنه معزول عاطفيًا وهو علامة تحذير رئيسية.
اللجوء إلى السخرية هو استراتيجية يستخدمها الرجل الذي يعاني من فراغ عاطفي، حيث يتجنب التعبير عن مشاعره القوية من خلال النكتة أو التعليقات الساخرة، لكي يبقى قويًا وغير منزعج في نظر شريكته. هذا يعتبر آلية شائعة للرجال غير المتاحين عاطفيًا للتحكم في المناقشات.
البطء في الالتزام هو عادة ما يكون دليلًا على عدم استعداد الرجل غير المتاح عاطفيًا للالتزام بشريكته والوفاء لها. فهو يفضل إبقاء الأمور غير محددة والخيارات مفتوحة، حتى لا يتعامل مع أي من الجوانب العاطفية التي تدخل في العلاقات طويلة الأمد.
2024-08-19
الكاتب: فريق مطمئنة الطبي
